الرئيسية / ثقافة / الكاتبة هناء نور تكتب : والكلمة الأخيرة للكاريزما

الكاتبة هناء نور تكتب : والكلمة الأخيرة للكاريزما

الكاتبة المصرية هناء نور
هناء نور تكتب
والكلمة الأخيرة للكاريزما
 

الكاتبة المصرية هناء نور

   كلما شاهدت إعلانا دعائيا، أو خيريا، أو بثا مباشرا عبر وسائل السوشيال ميديا لنجم كرة القدم العالمي المصري محمد صلاح.. تساءلت:

ترى كما عدد العروض السينمائية التي قدمت له.. خاصة مع وجود جماهيرية ضخمة وغير مسبوقة يتمتع بها النجم.. مما يجعل المسألة مغرية جدا لأي شركة إنتاج في العالم.. غير أن كثيرين من نجوم كرة القدم جذبتهم فكرة حصد نجومية أخرى وترك بصمة في مجال الفن السابع.. فهل يحلم محمد صلاح بخوض تجربة التمثيل في وقت ما.. أظن أن الفكرة ليست بعيدة.. فتجربته الحياتية بتفاصيلها الثرية، وصعوده الطبقي ثم الصعود إلى ذروة الشهرة بتحقيق النجاح العالمي كفيلة بإغراء أي نجم لتوثيقها.. وبما أن السينما أعظم وسائل التأريخ.. فليس بعيدا أن نرى في يوم ما فيلما إنجليزيا يؤرخ لتجربة الصعود الفريدة للنجم العالمي محمد صلاح وليس بعيدا أيضا أن يقوم هو بتجسيد دوره على الشاشة الكبيرة.. معتمدا على امتلاكه أهم عناصر الظهور على الشاشة.. وهو الكاريزما.
“الكاريزما” سحر غامض، وحضور طاغ، يجعلك تحب رؤية شخص ما أو الاستماع له.. دون معرفة سر انجذابك له. وكلمة “كاريزما” في الأصل مصطلح يوناني مشتق من كلمة نعمة، والمقصود منها الهبة الإلهية.. وهبات الله لها نفس غموض حكمته، أما ما يبدو واضحا لحظة ظهور شخص ما على الشاشة أو تحدثه للناس.. هو امتلاك الشخص لهذا السحر غير القابل للتفسير، أو افتقاده التام للقبول.
كابتن جمال عبد الحميد اللامع في عالم كرة القدم.. لاعب النادي الأهلي ثم نادي الزمالك.. شارك في 342 مباراة بقميص القطبين أحرز خلالها 129 هدفا.. لكنه لم يسجل هدفا واحدا في تجربته كممثل.. فقد شارك بعد اعتزاله في أربع تجارب درامية وهي وبحسب الترتيب كالتالي:
فيلم “يا رب ولد” للمخرج عمر عبد العزيز.. شارك فيه بدور ثانوي، وقد يبدو أنه كان مجاملة لكابتن إكرامي فظهر كزميل له في الفيلم.. وربما لصغر حجم الدور وعدم تأثيره في دراما الفيلم لم يترك أثرا يبقى إلا أن عدم النجاح لم يثنه عن تكرار التجربة فشارك في مسرحية “دقي يا مزيكا” للمخرج حسام الدين صلاح مع نجوم من الصف الثاني نذكر منهم وفاء مكي و نوال أبو الفتوح و سامي مغاوري ثم شارك فيفي عبده و كمال الشناوي بطولة فيلم “الصاغة” للمخرج أحمد السبعاوي ولعلها أشهر التجارب التي خاضها في مجال التمثيل..
غير أن مساحة التمثيل المتوفرة له في الفيلم لم تكن صغيرة.. إلا أنه لم يحصد من هذه التجربة تقريبا سوى إشاعات عن ارتباطه بفيفي عبده.. وقد نفى “جمال عبد الحميد” هذه الإشاعات.. لكنه لم يحاول تكرار التجربة معها مرة أخرى.. رغم أنه أبدى فيها أراء إيجابية.. ووصفها “بالست الجدعة” التي وقفت بجانبه، وكانت تعلمه التمثيل! اختفى جمال عبد الحميد عن الشاشة بعد هذه التجربة حوالي تسع سنوات..
ثم عاد إلى الشاشة الصغيرة مشاركا في مسلسل “كان ياما كان.. أرواح أليفة” للمخرج خالد بهجت ثم اعتزل التمثيل نهائيا بحجة أنه حرام! وقال إن الشيء الوحيد الذي ندم عليه في حياته هو خوض تجربة التمثيل! وأتساءل: هل لو حصد نجم كرة القدم اللامع نجاحا في عالم التمثيل كان سيبدي ندمه؟
أظن أن الظروف المحيطة في الأعمال السابق ذكرها لم تكن لتصنع نجاحا ملحوظا لتجربته سواء على المستوى الفني أو الجماهيري.. أو ربما لافتقاده الحضور في هذا المجال.
سجل صالح سليم 101 هدفا في حياته الكروية.. من بينها 9 أهداف سجلها في فترة احترافه في النمسا أحب أن أضيف لهذه الأهداف ثلاثة أهداف مهمة سجلها في عالم الفن السابع.. من خلال ثلاثة أعمال جديرة بالمشاهدة وتتجلى فيها حرفية “المايسترو” في اختيار أهدافه بعناية ودقة تضيف إلى تاريخه..
وبحسب الترتيب الزمني تأتي التجارب كالتالي: فيلم “السبع بنات” للمخرج عاطف سالم والذي جمعه بالفنان حسين رياض والفنانات نادية لطفي وسعاد حسني و زيزي البدراوي ورغم صغر الدور إلا أن اسمه وضع على أفيشات الفيلم مسبوقا بلقبه المحبب “نجم الكرة” واستثمارا من جهة أخرى لشعبيته وحب الجماهير له.. ثم جاء فيلم “الشموع السوداء” للمخرج عز الدين ذو الفقار ليتصدر اسم صالح سليم التترات مشاركا نجاة الصغيرة و أمينة رزق و صلاح سرحان و فؤاد المهندس و ملك الجمل البطولة.. وقد يبدو من خلال اسم المخرج أن الفيلم يستحق المشاهدة..
إلا أن اكتمال العناصر في الفيلم ومن أهمها قدرة المايسترو على أداء دور الكفيف الذي قد يصعب إتقانه على ممثل محترف.. ساهمت بدرجة كبيرة في النجاح الكبير للفيلم.. والذي يعرض حتى الآن من خلال القنوات الفضائية فيحصد مشاهدات تليق بفيلم مكتمل العناصر..
ويبدو أن المايسترو يتحدى نفسه كلاعب كرة، وممثل سينمائي.. ويتفوق عليها دائما.. فقد شارك أيضا في تجربة لا تنسى، ولا يمل الجمهور مشاهدتها؛ لقيمتها الفنية والإنسانية وهي فيلم “الباب المفتوح” للمخرج هنري بركات شارك فيه فاتن حمامة البطولة..
وترك في نفوس الجماهير أثرا إيجايبا يبقى. ورغم اكتمال العناصر في التجارب السينمائية التى خاضها.. إلا أن الكاريزما التي يتمتع بها صالح سليم لعبت دورا أساسيا في نجاحه الكبير وقبول الجماهير له كممثل..
وعلى الرغم من هذا النجاح.. الذي يحلم به الكثيرون.. اعتزل صالح سليم التمثيل.. بدافع حبه الأكبر وعشقه لكرة القدم.. لكنه لم يعلن أبدا ندمه على خوض تجربة التمثيل.. بل تحدث دوما باعتزاز عن تلك التجربة المكثفة الثرية..
ولقد خاض الكثير من لاعبي كرة القدم تجربة التمثيل.. منهم كابتن عصام بهيج وكابتن إكرامي وكابتن خالد الغندور وكابتن جمال عبد الحميد الذي تناولت تجربته الفنية في هذه السطور بشكل أقرب إلى التفصيل..
لكن أحدهم لم يترك أثرا يبقى في ذاكرة السينما سوى صالح سليم وبهذا يكون المايسترو متصدرا مشهد الذين خاضوا تجربة التمثيل من نجوم المستطيل الأخضر.. وتظل الكلمة الأخيرة للكاريزما.

عن الخبر ال واي

شاهد أيضاً

منعطفات الجريمة المنظمة الجامحة

*الايرلندي /2019/ لسكورسيزي: منعطفات الجريمة المنظمة الجامحة ضمن النسيج السياسي الأمريكي بعيدا عن الشعور بالذنب: …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *