أخر عود ثِقاب …
قصة قصيرة .. عبد العزيز الزني/ ليبيا
هو الآن و في هذه اللحظة ، و الظلمة مسترسلة من حوله ، و حبات العرق تنز من مسامات جسمه ، و أنفاسه تتابع مرهقة ، يحاول إقناع نفسه ، أن ليس كل شيء حوله مما تخفيه الظلمة ، هو بالضرورة مما ينبغي الحذر منه ، أو مما تشمئز منه النفوس ، أيضاً هو يدرك و الآن أنه يخضع لإحساس قوي يقول بعدم قدرته على الإتيان بشيء ، لكن ومع هذا ، كان ممسكاً بعود الثِقاب الأخير بين أصابعه ، و في يده الأخرى يمسك بعلبة الكبريت ، مرَّ و مازال يمرُ من الوقت الكثير ، و هو باقٍ على حاله من التردد ، إذا ما أشعل أخر عود ثِقاب لدية ، و لم يبصر مع بهرته ما يتوق إليه ، ستكون حينها الخسارة فادحة ، و إذا ما أبقى على عود الثقاب فإلى متى ؟ و ما الجدوى ؟ ثم و في النهاية ، و قد تأكد له أن الظلمة لا تتراجع و أنها لن تنقشع ، قرر و قد تخلى عن تردده ، أن يشعل عود الثِقاب ، غير أنه ما انتبه إلى أن عود الثقاب كان قد وقع تحت طائلة حبات العرق ، و فقد مفعوله و ما عاد أكثر من رقاقة خشب بين أصابعه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
19 / 12 / 2019م / طرابلس