الرئيسية / سياسة / أنا أدعي النبوّة .. فانتخبوني ..
الكاتب الصحفي رزق فرج رزق/ ليبيا

أنا أدعي النبوّة .. فانتخبوني ..

أنا أدعي النبوّة .. فانتخبوني ..

الكاتب الصحفي رزق فرج رزق/ ليبيا

سأرشح ذاتي لأحكمكم .. فبئس الحكم الذي لا يقضي على المرض والتخلف، و لا يؤمن بمشروع حقيقي لإدارة البلاد بعيدًا عن العقد والمحبطات.

  سأكون على مسافة واحدة من الجميع، سأُحارب الطاقة السلبية المزمنة فيكم.
سأنقلكم من مجتمع متخلف مليء بالمتناقضات، إلى شعب واعٍ يغمره الحب والسلام.

سأنزع كل أنياب الشر ، وأزرع أغصان الخير، سأرفع الوجع بواو الجماعة، و أجر النفايات بكسر التخلف، وأنصب البلاد بألف و ياء الانتماء.

انتخبوني .. أنا النبي المنتظر وما تحلمون به سيكون له عظيم الأثر, أنا أدعي النبوة، والوطن في مزاد علني، يُبع ويُشترى، على مرأى ومسمع من الأبناء، كيف لا وأنتم جميعًا تجيدون المزايدة، و يغيب عن قاموسكم  التنازلات والتضحيات.

كم يساوي هذا الوطن، هل ثمنه يزيد عن حفنة نقود تحمل صور إرثه وتاريخه، هل يزيد ثمنه عن أكاذيب ساسة يجيدون التلون ويسمحون لأنفسهم بالتلاعب والدهاء.

هذا الوطن ليس كالأوطان، فهو رخيص حد التهالك، والتخلف يحتضن مخربيه، و يحتوي المفسدين فيه، لهذا هو بلا ثمن!

سأرشح ذاتي لأحكمكم .. فبئس الحكم الذي يأتي الإنسان على هامش برنامجه، و يضرب بالأدمية عرض الحائط، و ينتهك الحقوق بحجة الأمن والأمان، ومن أولوياته بناء القصور وتشيد الأبراج على حساب بناء الانسان.

انتخبوني .. أنا النبي المنتظر و رغيف الخبز في عهدي سيكون حق مشروع ، بلا طوابير و لا سهر، وفي عهدي سيعاد تدوير النفايات، و في عهدي ستُفعل مكينات الصرف الذاتي.

هذا الوطن ليس كالأوطان، فهو فقير حد الافلاس بسبب تجارة خاسرة، يديرها الفاسدون من الأبناء، و يغطي عجزها الشرفاء بالدماء و الأرواح.

سأرشح ذاتي لأحكمكم .. فبئس الحكم المبني على الغش والتزوير والادعاء، وفي عهدي سيُنقى الاكسجين من التلوث، و يتجرع المواطن جرعة الدواء .

انتخبوني .. أنا النبي المنتظر و الهواء في عهدي بالمجان يتنفسه الناس و هم يمتلكون حق التأمين الصحي، دون وساطة أو تميز. وفي عهدي سيكون الماء حق لا يراهن عليه على طاولة المفاوضات.

هذا الوطن ليس كالأوطان، فهو ضعيف حد الارتهان، و رغيف الخبز فيه بحجم كرامة الانسان، و يعرض فيه الجبناء مشروع الأمن مقابل الماء.  
    سأرشح ذاتي لأحكمكم .. فبئس الحكم الذي لا يكرس جهده لتتعايش شرائح المجتمع المتباينة فيه الأفكار والتوجهات بود واحترام.

انتخبوني ..  وأنا النبي المنتظر وفي عهدي الاختلاف لا يفسد للود قضية، والتباين حق مشروع يرتهن للتعددية الثقافية والفكرية، وفي عهدي لا يتوحد الخطاب السياسي، ولا تفرض قوى سياسية قناعاتها على غيرها، و لا يضطهد في عهدي مستضعف و لا أقلي ولا يتوج فاسد تقنع بقناع النزاهة.

هذا الوطن ليس كالأوطان، فهو لعبة في يد قوى الشر، وحرية التعبير فيه حد العدم، و يرتدي فيه المجرمون والعملاء ثوب الوطنية، ويفصلونه على مقاس خبثهم.   

أنا النبي المنتظر العارف للمجريات وأعرف أن التدافع والتكالب على الترشح  سنة الخلق، ولكن تبقى السياسة فن الممكن، إذا ما أرد المتطلع إلى السلطة أن يبني وطن من خلال الاستثمار في العقول، وانما البعض دافعهم إلى ذلك جمع الأموال و سرقتها وفق القانون الذي شرعه أسلافهم من الأميين سياسياً أولئك الذين جاءت بهم العشيرة و الخداع و التمسكن و الضحك على الذقون، و الضحية في بادئ الأمر وأخره وطن جريح في حاجة إلى معجزة كونية ؛ فانتخبوني (أنا النبي المنتظر)!!

عن الخبر ال واي

شاهد أيضاً

تقويض السلطات والأيديولوجيات

تقويض السلطات والأيديولوجيات ما بعد الحداثة.. هل هي الحرية المطلقة أم المسؤولية الفردية؟   في …

تعليق واحد

  1. لا أعتقد ان هناك نبي منتظر في هذا الزمن الشائك و في ظل الموت المختبئ بين االاسطر.. ولكن ستبدأ مرحلة الدجال المنتظر.. لك الله ياوطني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *