” أنا وأنت”
أوجُ صوتِ صقيعٍ
يغتالُنا …
مجمرةُ حنينٍ
تمتطي فوضى الشّغفِ
صبْوةٌ في حفلتِها التّنكريةِ
يشاكسها الانكشافُ…
لهفةُ القبلاتِ المؤجّلةِ
إلى موعدِ التأجّجِ…
إلى حريقٍ يأكل أخضرَ
المسافاتِ…
نمدّ ستائرَ نوافذِنا
لعصافيرِ شوقٍ
باهظةٌ عليها السماء
نعانقُ أرصفةَ الوجعِ…
مفرِطٌ هطولُ عطرِك
على بورِ رقابِنا
طفيليٌّ عشبُ الفقدِ
على حوافِ عشقِنا
المستباحِ لتاتارِ عيونِهِم…
حفاةً نلتهم خطواتِنا
فيَشبَع القادمون
على مهلِ المكيدةِ…
على ارتباكِ الأصيلِ
يَغرَقُ فينا الغروبُ
ليغْنم الرّضابُ بوليمةٍ لِليلٍ
ينحر شهوتَنا
للعناقِ …
أنا.. أنت وعيناك فصولُ مطرٍ تهطِلُني
موجٌ يتلاطم مخبولا
ارتخاءُ سكّيرٍ آخِر النّبيذِ
يجرُّ أطرافَ لهفةٍ
تتهيّأ للعراءِ
ويدي ترنو إليك
مجدافاً يتحسّس زورقَه
لحنا يُبحر بي في عينيك
فوق عنادِ زَبدٍ مغرورٍ
أنا… أنت
لا مفرَّ منّا إلاّ إلينا
تقذِفنا رياحُ وجدٍ
في أنسجةِ جنونٍ
توهّجَ في مشتهى
صمتٍ هائجٍ
يكاد يحكينا
أنا .. أنت…
واللّيلُ الذي ينتظرنا
اِلْتحفَ بنا
حدَّ أُفولِ المسافاتِ
على بريقِ نجمةٍ
في ركابِ شهابٍ
لنُوقد القمرَ
قبسَ حبٍّ لا ينطفئُ
فأرمقُ قصيدةً
على ركامِ الزّمنِ
أنا وأنت
لحنٌ فرَتقٌ فإيّابٌ
قد نلتقي
وقد… لا نلتقي.