أنك موطني
الشاعرة مريم عيسى ـ سوريا
يوما سنكتب يا صديقي
يوما سنلقي ما بنا
في حجر آخر موقف للصمت
حين الكلام يشاء أن يلقي حمولته
فبعد البوح فالتأتي
أ يا موتي
يوما سأرفع رايتي لحنيني
أقصى كتائب وحدتي
فأعود أبحث فيك عني
فأجدني
منك أكبر من سنيني
هيا لنكتب عن شؤون الحب و الحرب
و عنا
عمن تمزق نازحا
أو ما تساقط منا
نفقت جموع بالملايين
في موطن رث الملامح
كيف لي
يا ابن السنين العالقات
بروحي
أن أستدل عليك
إلا بعطر جروحي
أن لا أشير عليك
أنك موطني
إلا بطعم الموت
حين الموت صار نزوحي
لا راحة
هذا الرماد بداخلي
وطن يقوض آخر البنيان
يسقطني صروحي
تتهاوى شامخات الأمن أذوي
في سراديب شحوحي
أن لي.. ؟!
و البين يفترس المكان
و بعدها
تأتي من الآهات تسألني
استريحي
عندي تركت محطة
لم تسترح خلف انتظارك
حين وزعنا الغياب تذاكرا
و مضى يسائل وحدتي
و يطيل في مد المسافة و الحنين
ثم يسأل كيف حالك
ميت كلي عليك
من يدي فلت العقال
أم من يديك…؟!
فتناثرت أحلامنا
كل التلاشي
هيا و فتش مقلتيك
أن لي…؟!