اتّقيني أيّتها الأيّةُ
(ما يشبه الرّثاء)
(1)
لا شيء يلمع في الظّلام
طيفكَ النّاحلُ مثل رؤيايْ
نصلٌ مورقٍ في الخاصرةْ
واقعٌ كلّ شيء على أيّ شيءْ
ووقعتُ عليّ في هذا الدّبيبِ اللّا نهائيّْ
اتّقيني أيّتها الأيّةُ
كي لا يبلّلني الوقت بحبر اغتسال الأصابع في الوهمْ
(2)
في أدنى المراتب ههنا لا صرخةٌ تجدي
فلتعفّي أيّتها القتيلة في دمي
وتطهّري بغبار مدّ مسافةٍ مشت فيها الطّريق على قدمي
وأغوتني التّفاصيلُ الصّغيرةْ
اللّيل حدْقة عينٍ مطفأةْ
والصّبح مبيضّة عيناه
والسّماء سقيمة حمراء
مقرّحة الجلد ببثور القهقرى
والأرض تنأى كثيرا عن معابدها
وتعلن الإذعان موتا في محاربها القصيرةْ
(3)
في أعالي الحقيقةِ
لا شيء يبرز غير ذاك الهراءِ في بؤرة الصّورةْ
ضاع سِفْر الأنبياءِ الشّهداء
وفكر الفليلسوف كقطعة متعفّنةْ
واتّحد الغبار الحيّ مع أمواتهِ
اشتدّ عصف الرّيح
يقتسم الفؤاد جليده في بيت موت العنكبوتْ
لا شيء يصلح للخراب أو الحراب أو الرّثاءْ