الثورة وملحمة الاختيار
‘‘ انتفض الشعب المصري في ثورة شعبية سلمية متُحضرة واختار الثلاثين من يونيو ليستعيد ثورته المنهوبة وقالها صريحة :يوم 30 العصر مرسي بره القصر‘‘
لم يقبل الشعب المصري أنْ يتم حكمه من مكتب الإرشاد ؛ ويقف مكتوف الإيدي ومن ثم استعاد وعيه ونضاله وثوراته من خلال خبرته وعبر تاريخه
الطويل وقرر الشعب أن يتمسك بهويته الشعبية المصرية ويحافظ على نسيجه المتماسك الذي لا يمكن أن يتم تفكيكه باسم الدين بل نحيا جميعًا مصريين تحت سماء وطن واحد تجمنا الهوية المصرية الأصيلة الخالدة منذ سبعة الآف سنة؛ فالشعب المصري يُحافظ على هويته وشخصيته المصرية وينبذ أي جسم غريب يُريد أن يعكر صفوه ؛ ومن هنا قرر الشعب أن يغزو الميادين في ثورة مليونية يحتمي بجيشه مناديًا برحيل الإخوان في هتافات زلزلت أعشاش الإرهاب والتطرف وتوحدت هتافات المصريين في الميدان:
(إرحل – إرحل ياجبان) / (كدابين كدابين ولا اخوان ولا مسلمين .. ضحكوا علينا باسم الدين ) / (مسلم ومسيحي ..إيد واحدة ) تحيا مصر .. تحيا مصر
وقرر الشعب أن يختار البطل الشعبي , اختار الجندي المقاتل الذي لطالما يُذّكرهُ بأبطال السير الشعبية العربية سيرة أبوزيد الهلالي ، وعنترة بن شداد وغيرهم من رموز البطولة والملاحم الشعبية ؛ ويمكننا تعريف البطل الشعبي اصطلاحًا : بأنه الشخصية الرئيسية في الحكاية أو الملحمة داخل الأدب البطولي ، كما أنه القائد القوي المُلهم الذي يستطيع تحديد مسار التاريخ ، والبطل الشعبي هو تصور خيالي لشخصية حقيقية وبعد أن يجتمع الشعب على حبهِ فيأخذ في ترديد سيرته إلى أن يأتي الفنان والمبدع الشعبي ليستغل تلك المرويات الشعبية ليخلق منها عملًا روائيًا فنيًا مثل السيرة الشعبية .
ومن هنا اختار الشعب المصري في ملحمةٍ ثورية تاريخية “بطلهُ الشعبي الحديث” الجندي المُقاتل الذي يحمي حدود بلاده بروحه ودمه ، الثائر ضد الظلم والمناضل من أجل الحصول على الحرية والعدل واستجاب الجيش لمطالب الشعب وتوالت الأفراح والأحتفالات الشعبية على المصريين يوم إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي تضامن القوات المسلحة المصرية مع مطالب الشعب وآماله في تعديل مسار ثورته الأولى ، فلم يجد المصريون مفر من اختيار البطل الشعبي ‘‘فالبطل هو القائد القوي المُلهم ، الذي اجتمع الشعب على حبه
واختار النموذج البطولي الذي تواتر في سيرنا الشعبية العربية ورغب الشعب في استعادة قوته ومجده القومي والوطني وأحسن الاختيار وجد المصريون في الرئيس عبد الفتاح السيسي المُنقذ والمُخلص من هذه الجماعة الظلامية .
واحتمى الشعب المصري خلف جيشه الوطني الذي يحميه ضد ضربات الإرهاب الغادرة فالجندي المصري هو من يتلقى هذه الرصاصات الغادرة دفاعًا عن الأرض والعِرض , فمن أكثر شجاعة من الجندي المقاتل ذلك البطل ابن مصر الذي رفع عنها ثوب الحزن وأبدله بثوب العزة والنصر… واليوم في الذكرى السابعة لثورة 30 يونيو سيظل الشعب المصري يُردد بكل عزة وفخر تحيا مصر ..تحيا مصر، حفظَ الله مصر وشعبها وجيشها ؛وتعيشي يا مصر يا بهية حُره مرفوعة الرأس .