الجدار الحجري
.
أَمام الجِدار بِالقُرْبِ من النَّافِذَةِ
في كل يَوْم، في نفس الوَقْت
أقْفُ و القِطُّ الاسود
أقول: ” مَن يجرُؤ على وضَع الجَرَس على عُنُق القِطُّ! “
في كل يَوْم، في نَّفْسِ الوَقْت ،
يُعيد القِطُّ تَرَاكِيب المَشْهَد
و يَقْرَع نَّاقُوس الخَطَر
في الجِدارِ تَأمَّل الفَقِير في وهجِ حُزنه المُعتاد
كنز الخلاص في وعاء الفخار البسيط
إنفجار التفاصيل في العين!
الطقوس الفَعَّالَة للألم والحسرة
أصداء خفيفة في مسامات الطين
مطاردات الريح لخطوات الشبح،
تواطوء الغموض مع ظلال الضجر
**
في أعلى الجِدار صُورَة المَسِيح في وضع الصَّلِيب
وآيات في الإِطَارِ المُذَهَّب
الوصايا العَشْرُ تئن
رثاء القط الحكيم لتشيع العالم
**
في جِدارِ الجبل كُل حَصاة أقسَى من الحجرِ
في كل جبل “كهفيات” لقطيع من الثيران تخور في صمتنا اليومي
لإنهاء حِكْمَة الغُراب فَوق شَجَرَة التِّين!
رِثَاء القدماء لَتشْيِيعِ العالم
***
فأعيدُ ترتيب رِثَائي القديم،
أَبخِرَة َلتشْيِيعِ العالم
مطارق تَئِنّ في أعلى نُقطة بالرأسِ
تضرب بالحديد على نول الزمن
تتجمَّع حَبَّات العَرَق الصاخب
تختلط مع شَّوَائِبِ الهَوَاءُ وأحلام أخرى
ومع ذلك، تَعَالَ، تَعَالَ،
سأغلقُ النَّافِذَة .