الخبر ال واي :
كتبت الشاعرة : خيرة خلف الله /قابس
مراسلة الخبر ال واي/ تونس
عاشت جهة قابس من الجنوب الشّرقي التونسي أيّام عطلة الخريف ولمدّة أسبوع على وقع الدّورة الثّالثة من مهرجانها السّنوي والذي جاء في حلّة دوليّة هذه السّنة وقد استطاع السّاهرون جمعيّة لقاء الفنون الثقافيّة برئاسة السّيدة صالحة جمعة قدر المستطاع تأمين جملة من الفقرات المنوّعة (عروض فرجويّة وورشات ميدانيّة وندوة فكريّة ) في أكثر من مكان من مناطق قابس بالجنوب الشّرقي التونسي
اليوم الأوّل الجمعة 1نوفمبر بفضاء المركب الثّقافي محمّد الباردي بقابس
الافتتاح : أمّنه عرض للشّاعر الشّعبي منير بن نصر والفنّان سمير شعير وقدراوحت فقراته بين الكلمة والنّغم والعزف بحضور موكب الخرافة الذي احتفى بملكة الفلكلور العالمي لموسم 2018-2019 رباب عبد اللاوي وسط فتيات نادي خطوات الثقافي (التلمذي والطّالبي)
السّمر بفضاء دار المدينة بواحة شننّي : مراوحة شعريّة بين الشّعبيّ والفصيح أمّنها الشاعر الليبي للشّعر المحكي محمد علي الدونقلي والشّاعرة التونسية خيرة خلف الله
وعرض الفداوي “حكاية البيبان “
اليوم الثّاني السّبت 2نوفمبر 2019 بفضاء المركّب الثّقافي بقابس :
النّدوة الفكريّة على هامش مهرجان الخرافة
الخرافة ترجمان الإنسان حدثا وزمانا ومكانا :أمّنها السّادة ماهر شابير في رئاسة الجلسة وأمّا المداخلات فقد تكفّل بتقديمها الأستاذ أحمد حسين المختصّ النفسي والاجتماعي
والأستاذة المتفقّدة العامّة للمدارس الإعداديّة والمعاهد الثّانويّة : صالحة حيوني والاستاذ لطفي كاترو المختصّ في التاريخ
قد جاءت أغلب الانطباعات كما يلي :
الأستاذة صالحة حيوني (أكاديميّة): تشكّل الخرافة مبحثا يحتكم إلى مداخل قرائيّة تسائل المعنى وتبحث في الجدوى منها ومدى قابليّتها لأن تكون فعلا إنسانيّا عابرا للأمكنة والأزمنة وفي هذا السّياق نتبيّن ثلاثة أنساق فكريّة كبرى :
-نسق أوّل :يرى الخرافة ضديدا للعلم وأداة حضور في الكون تشكّل معرفة بدائيّة
-نسق ثان يرى الخرافة نظاما من الرّموز والعلامات الثّقافيّة وطبقة من المتراكم الثقافيّ فيها إذا فضاء مغاير للعلم ولا يمكن للحداثة أن تقصيه
– نسق ثالث :وهو الّذي يدرس العبور الدّائم بين المقدّس والمدنّس والّذي بموجبه تصبح الخرافة معيشا يوميّا لحياة الإنسان دون وعي منه
بهذا المعنى تفضي هذه الأنساق النّقديّة إلى إضفاء المعنى على الخرافة أو سلبه منها
الأستاذة أمال قطاطة بوطبّة (حكواتيّة) جمعت النّدوة الحكواتيين والأكادميين والمولعين بفنّ الحكي والإنسان المعاصر يحتاج إلى الحكاية لأنّها جوهر الوجود الإنسانيّ وتدفّق وزائف نفسيّة وتربويّة ولها وظيفة علاجيّة خاصّة لذوي الاحتياجات الخصوصيّة
الفنّان التشكيلي السّعودي عبد العظيم الضّامن : لقد كانت الندوة الفكريّة على هامش مهرجان الخرافة مثمرة وقد ضمّت نخبة من المحاضرين المهمّين حيث تناول كلّ شخص الموضوع انطلاقا من مجال تخصّصه مما أضفي على الندوة ثراء في الطّرح والأكثر أهميّة هو الحوار الشّيق الذي دار عقب النّدوة والّذي ساهم بشكل كبير في خلق مقاربة مشتركة لمفهوم الخرافة وأهمّيتها ،لذلك أنا سعيد بتواجدي معكم فشكرا للدعوة الكريمة
الأستاذ زهيّر مبارك (ناقدأدبي وناشط ثقافيّ ) من المهمّ أن تهتمّ جمعيّة لقاء الفنون بالجانب الفكري علاوة على العروض الفرجويّة الممتعة لقد تميّزت المداخلات بعمق فكريّ أثار نقاشا ثريّا وقد أجمع جلّ المتدخّلين على ضرورة تدوين هذا الموروث الشّفويّ قصد المحافظة عليه من متغيّرات نمط الحياة الاجتماعيّة وتحفيز الدّارسين لتناوله من زوايا معرفيّة مختلفة
السّمر بدار الثّقافة بوذرف : مع الفداوي أمالقطاطة بوطبّة الّتي أمتعتنا بحكايات شيّقة وذات أبعاد إنسانيّة ممتعة
الورشات : الفقرة الميدانيّة والأكثر تشويقا جابت مختلف المناطق من جهة قابس التونسية حيث حطّت الرّحال بأكثر من دار للثّقافة على غرار النّشاط المكثّف والحركية التي عاشتها المكتبة العمومية بوذرف والنشاط المميّز لدار الثقافة بمطماطة ا ودار الثّقافة المطوية حتفاء بهذا المهرجان وما لقيه من رواج في أواسط الناشطين مسرحا حيث عرضت لوحة استعراضية ممسرحة بعنوان الجازية حكاية غرام من انتاج نادي خطوات دار الثقافة المطوية بالشراكة مع نادي الفنون التشكيلية بمطماطة هذا إلى جانب جملة من الأنشطة الموازية التي اهتمت بالخرافة كتابة وشعرا ومسرحا ورسما
اليوم الثالث 3نوفمبر2019الاختتام بالمركبّ الثّقافي بقابس حيث وقع تكريم المشاركين في مختلف فقرات المهرجان وقد تخلّلت فقرة التكريم مداخلة غنائية تراثية محورها الحكاية بعنوان خنت ذراعي درتك رفيقي اليوم لابن مدينة مارث من محافظة قابس منصف عرّوم
شكرا لجمعية لقاء الفنون بقابس بالرّغم من الظّروف القاهرة التي يتخبّط فيها المشهد الثقافي والعراقيل الجمّة الّتي يعاني منها بمحافظة قابس خصوصا وتونس عموما فقد استطاعت إضفاء نوع من الحركية والنّشاط بهذه الدورة ومختلف فقراتها
شكرا لحرفية تنسيق المادة الإعلامية رزق دمت