دوما يوهمني هذا
الخريف
بأن العمر
مجرد حبات رمل
تسحبها الريح
على عجل
وتكومها
على حافة السنوات
الضائعة.
هذا الخريف
المتصابي
دوما يتسلل خلسة
كي يشاركني عنوة
قهوتي الدافئة.
هذا الخريف
دوما يأتي واثقا
من نفسه
يجلس بجانبي
مقرفصا
ينثر في صدر المدينة
زفرة ..آهة
وقطعة من أمل
يابسة.
كلما حدثته عما مضى
تغضن جبينه
وأخرج من جيبه
غيمة داكنة.
هذا الخريف
من يدي يجرني
يطوف بي الأزقة
المقفرة
كلما أخبرته
عن نكسة
أشجارنا البائسة
بعد أن تساقطت
أوراقها ، أزهارها
أفراحها الآفلة،
يقهقه شامتا
ويمضي في طريقه
لا يكترث.
كلما دعوته ليحمل
ثلجه وبرده
وينصرف
يحملق في خلقتي
ويبتسم.
هذا الخريف لعنة
مكررة.
كلما نسيته ، طامعا
بأنه لن يعود
عاد لي بريحه
بعصفه
بحزنه، وسمته
الفريد.
وحينما ألوح بقبضتي
غاضبا
يقول لي مواسيا:
– لا تبتئس
ستورق أشجارك
وتزهر بعد حين،
لكن في قلبك
سيمكث إلى الأبد
حزنك القديم.