الدخول إلى حمّام النساء
هجمت ﻋﻠﻲّ ﻛُﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺒﺮَﺩ ﺍﻟﺼﻠﺒﺔ، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺴﺎﻗﻂ ﺑﻐﺰﺍﺭﺓ، ﺗﺮﺟﻤﻨﻲ ﻛﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻣﺮﺩ . ﻫﺮﻭﻟﺖُ ﻻﺋﺬﺍ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺯﻗﺔ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ، ﻭﺣﻘﻴﺒﺘﻲ ﻋﻠﻰ ﺭﺍﺳﻲ ﺍﺣﺘﻤﻲ ﺑﻬﺎ . ﺗﻮﻗﻔﺖ ﺗﺤﺖ ﺳﺎﻗﻔﺔ ﺗﻌﻠﻮ ﺑﺎﺑﺎ ﻋﺮﻳﻀﺎ ﺑﺪﻓﺘﻴﻦ . ﻗﺮأﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺪﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﺘﺎﺧﻤﺔ ﻟﻠﺒﺎﺏ : “ﺣﻤﺎﻡ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ”
ﺧﻠﻠﺖ ﺷﻌﺮﻱ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﺍﻟﻤﺒﻠﻞ ﺑﻴﺪﻱ . ﺍﺗﻜﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺩﻓﺔ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻔﺘﻮﺣﺔ ﺍﺗﺎﻣﻞ ﺣﺒﺎﺕ ﺍﻟﺒﺮَﺩ ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ ﻭﻫﻲ ﺗﺘﻘﺎﻓﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺮﺻﻮﺻﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻗﺎﻕ ﺍﻟﻌﺘﻴﻖ . ﺧﻄﻮﺕ ﻻﺷﻌﻮﺭﻳﺎ ﺧﻄﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ . ﺍﻟﺪﻑﺀ ﺍﻵﺗﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﺷﺠﻌﻨﻲ، ﺧﻄﻮﺕ ﺧﻄﻮﺗﻴﻦ، ﺷﻌﻮﺭﻳﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ، ﺧﻄﻮﺕ ﺛﻼﺛﺎً.
ﺗﻘﺪﻣﺖ ﺍﻛﺜﺮ ﻓﻲ ” ﺍﻟﻜﻮﻟﻮﺍﺭ ” ﺣﺎﻣﻼ ﺣﻘﻴﺒﺘﻲ ﺑﻴﺪﻱ . ﻭﻗﺪ ﺳﺤﺒﻨﻲ ﺣﺒﻞ ﺍﻟﺪﻑﺀ ﺍﻟﻤﺎﺋﺞ ﻧﺤﻮ ﺻﺎﻟﺔ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻤﻼﺑﺲ . ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﺳﻴﺪﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺎﻟﺔ، ﺳﻤﻴﻨﺔ، ﺗﺪﺧﻞ ﺭﺍﺳﻬﺎ ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﻋﻨﻖ ﻗﻤﻴﺺ . ﺃﺧﺬﺕُ ﺻﺪﺭﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﻠﻘﺎﺓ ﺟﺎﻧﺒﺎ . ﻧﺰﻋﺖُ ﻣﻼﺑﺴﻲ ﺑﺴﺮﻋﺔ، ﻭﺭﺍﺱ ﺍﻟﻤﺮﺍﺓ ﻏﺎﺭﻕ ﻓﻲ ﻋﻨﻖ ﺍﻟﻘﻤﻴﺺ ﻣﺎ ﻳﺰﺍﻝ، ﻭﺿﻌﺖ ﺍﻟﺼﺪﺭﻳﺔ، ﺍﺳﺪﻟﺖ ﺷﻌﺮﻱ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻲ، ﻭﻃﻮﻗﺖ ﺧﺼﺮﻱ ﺑﻤﺤﺮﻣﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺣﻘﻴﺒﺘﻲ . ﺍﺧﺬﺕ ﺳﻄﻼ، ﻭﺍﻧﺎ ﻣﺴﻄﻮﻝ، ﻭﺍﻧﺎ ﻣﺤﻤﻮﻡ، ﺑﺤﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺍﻟﻤﺒﻴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻠﻐﺖ ﺫﺭﻭﺗﻪ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ . ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎﺭﻑ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺳﻴﺪﺗﺎﻥ ﺧﺮﺟﺘﺎ ﺑﻼ ﺻﺪﺭﻳﺎﺕ، ﺗﻨﺤﻴﺖ ﺟﺎﻧﺒﺎ، ﺇﺣﺪﺍﻫﻤﺎ ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻲ ﺑﺸﻬﻮﺓ ﻭﻛﺎﻧﻬﺎ ﺧﻤﻨﺖ ﺫﻛﻮﺭﺗﻲ ﺍﻟﻤﺘﻨﻜﺮﺓ ﺧﻠﻒ ﺷﻌﺮﻱ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ .
ﻣﻦ ﺻﻬﺮﻳﺞ ﺍﻟﻤﺎﺀ “/ ﺍﻟﺒﺮﻣﺔ ” ﻣﻼﺕ ﺳﻄﻠﻲ، ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻻﻛﺜﺮ ﺳﺨﻮﻧﺔ ﺇﻻ ﺍﻣﺮﺍﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﻭﺍﻧﺎ ﻃﺒﻌﺎ .
– ﺁﺟﻲ ﺃﺧﺘﻲ ﺣﻜﻲ ﻟﻲ .
ﻇﻨﻨﺘﻬﺎ ﺗﺨﺎﻃﺐ ﺍﻟﺠﻼﺳﺔ، ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﺣﺪ ﺳﻮﺍﻧﺎ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﻠﺘﻬﺒﺔ . ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺴﺘﻠﻘﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻄﻨﻬﺎ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﻒ ﺍﻻ ﺍﺣﻚ ﻟﻬﺎ . ﺷﻮﻁ ﻗﺎﻫﺮ ﻣﻦ ﻟﻌﺒﺔ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺍﻟﻤﺒﻴﻦ .
– ﺣﻜﻲ ﻟﻲ ﻫﻨﺎ، ﺁﻳﻴﻴﻲ .. ﺷﻮﻳﺔ ﻫﻨﺎ، ﻳﻌﻄﻴﻚ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍ ﺍﻟﺤﺒﻴﺒﺔ، ﺃﺍﺍﺣﺢ ..
ﺍﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻠﺼﺼﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﻋﺮﺍﺀ ﺣﻜﺎﻳﺘﻲ، ﻭﺣَﻖّ ﺍﻋﻴﻨﻜﻢ ﺍﻟﺠﺎﺣﻈﺔ، ﺃﻥ ﺣَﻜّﻲ ﻛﺎﻥ ﺑﺮﻳﺌﺎ، ﺑﺮﻳﺌﺎ ﺟﺪﺍ . ﻭﺣﻜﻴﻲ ﺍﻳﻀﺎ ﺑﺮﻱﺀ . ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻧﻲ ﻟﻢ ﺍﺣﻚّ ﻳﻮﻣﺎ ﺟﺴﺪ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻮﺿﻊ . ﻟﻜﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﺍﻟﻌﺐ، ﺃﻟﻌﺐ ﺩﻭﺭ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﻓﻲ ﻛﻮﺭﻳﺪﺍ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ .
ﻛﺎﻥ ﻇﻬﺮﻫﺎ ﻳﺘﻤﺪﺩ ﻭﻳﻠﻴﻦ، ﻳﻐﺪﻭ ﺍﻣﻠﺲ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻼﺯﻡ . ﻭﺍﻧﺎ ﺃﺭﻛﺒﻪ، ﻛﻤﺘﻦ ﻣﻬﺮﺓ ﺟﻤﻮﺣﺔ ﺗﻬﺘﺰ ﻭﺗﺤﺮﻥ . ﺍﻧﻬﻴﺖ ﺣﻚ ﺍﻟﻈﻬﺮ . ﺍﻧﻘﻠﺒﺖ ﺟﺎﻧﺒﻴﺎ . ﻭﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻲ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ . ﻭﺻﺮﺧﺖ .. ﺻﺮﺧﺔ ﺣﺎﺩﺓ ﺗﻘﺎﺫﻓﺘﻬﺎ ﺻﺎﻻﺕ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ، ﻭﺍﺭﺗﺪﺕ ﺇﻟﻰ ﻃﺒﻠﺔ ﺃﺫﻧﻲ . ﻛﺎﻥ ﺻﺪﺍﻫﺎ ﺁﺧﺮ ﻣﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﺍﺫﻧﺎﻱ . ﻣﻦ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻭﺃﻧﺎ أصم.