الشاعرة ميساء زيدان /
المرأة هي أيقونة الشعراء، وجسدها هو الثورة والحياة
ميساء زيدان، شاعرة سوريا / من مواليد اللاذقية 9/4/1970 حاصلة على دبلوم فنون تطبيقية ، صدر لها (لا شريك لك في القلب /شعر 2015 عن المركز الثقافي للطباعة و النشر بابل / دمشق / القاهرة)، و ديوان اخر بعنوان ( مهرا لحريتي عن نفس دار النشر، سفيرة للشعر العربي لدى مكتب الديمقراطية للسلم العالمي، منحت شهادة دكتوراه فخرية للإبداع الأدبي و الفني بالرقم /122في 10/12/2016 من الجامعة البريطانية العربية، كتب في نقد و دراسة نصوصها عدد كبير من النقاد السوريين و العرب، شاركت في العديد من المهرجانات في سورية … و تلقت عدد من الدعوات لحضور مهرجانات خارج القطر لكن لم يحالفها الحظ لحضورها نشر لها في العديد من الصحف المحلية و العربية و العالمية
ميساء زيدان شاعرة ترى جسد المرأة هو الثورة والحياة الجديدة المرأة، ليست سرير وشهوة، جسدها يعنى اكتمال دورة الكون، وحول تجربتها و مشوارها مع الشعر والإبداع كان لنا معها هذا المصافحة:
حاورتها رانيا بخاري
بخاري: القصيدة كيف تبذرى نطفتها وكيف تأتيك؟
ميساء: ولادةُ القصيدة أصعب الولادات ، وأصعب مخاض أعيشه، تحيا في فكري وقلبي وخاطري وأظل قلقةً لا أعرف كيف أتصرف، أظل طيلة بنائها ومعاناتها أعيش في حالة من الاكتئاب، والبحث، تجعلني لا أرى ذاتي بل آراها، ولا أعرف طعم الأكل والنوم والراحة، ولا أرتاح ولا أستقر إلا حين تكون على الورق، حينها أتنفس ,واعودُ لحياتي الطبيعية وتوازني.
بخاري: عرفنا المرأة في الشعر العربي جسد تصور مفاتنها المشتهاه كما لدى امري القيس و محجبة عند أبى ربيعة ورمزا الهيا عند الصوفيين هل جسد المرأة يدخل في جسد الشعر؟
ميساء: المرأة هي أيقونة الشعراء، وكل واحد ينظر لها من وجهة نظر مختلفة حسب ثقافته وأعرافه، وأنا أرى جسد المرأة هو الثورة وهو الحياة الجديدة ليست نظرة الرغبة والجنس. فالمرأة ليست سريرًا وشهوة، فجسدها يعني اكتمال دورة الكون، وبداية نحو طقوس للحرية.
بخاري : الشعر الانثوى مثقل بالوجيع يظهر الشاعرة وكأنها تخدش باظفارها وجه القصيد وتدميه؟
ميساء: على العكس، فالمرأةُ انوثة، ورقة وأحاسيس مفعمة بالوجدان، بل وفي أحيان كثيرة بالوجع والألم، تضعُ نتاجها بما تجودُ بها الروح والذات من معاناة . وتصور الواقع الذي تعيشه وتبني أوطاناً لحلمها.
بخاري: هل يكبر الشاعر على أعماله اذا اعتبرنا العمل الأدبي كائن حي يمر بمراحل الخلق الثلاثة ام ان ايدلوجية الشاعر وقناعاته قابلة للإحلال والانزياح؟
ميساء: عمل الشاعر هو نتاجُهُ، وهويتُهُ، فلا العمل يكبر على الشاعر ولا العكس، فكلما كان النتاج يتلائم مع فكر واحساس الشاعر، كان العمل متكاملا ومتناسقا، وربما يتطور شاعر بمرور الزمن ويعلو نجمه ، وهناك منْ يفقد توازنه فتجد نتاجه لا ينسجم مع نتاجه السابق، فحينما تقرأ بعض قصائده تشعر بأنها غريبة وبعيدة عن تاريخه الشعري فيسيء له.
بخاري: هنالك اتهام مفادها أن شعر المرأة معاق فى فى سباق الركض وأنه مازال يدور فى فلك مواجهة الآخر ؟
ميساء: ابداً.. الحمد لله نلاحظُ حضور الأدب النسوي، أو ما يسميه البعض بأدب المرأة أخذ موقعه ومساحته في المشهد الثقافي، وحضورنا في المهرجانات والمؤتمرات والاصدارات تنبي عن مستقبل واعد لإبداع المرأة والقادم أجمل وأقوى.
بخاري: ما مدى نجاح الشاعر فى تقديم قصيدة معاصرة من خلال استدعاء الأقنعة التاريخية الشاعرة هل استطاعت استعادة ذاتها الإبداعية من عوالم التهميش؟
ميساء: كثيرة هي أعمالي وأعمال الشاعرات والشعراء التي تنطلق من الميثولوجيا، ومن الأساطير والخرافة، لأننا أبناء حضارة عريقة ونمتلك ثقافة منفتحة على الأخر لذلك تقرأين العديد من الاشارات والدلالات التاريخية التي نعتمدها أقنعةً في نصوصنا ويتجلى الابداع حسب ثقافة الكاتب والمبدع.