الشاعر والصحفى محمد سالم للخبر إل واي:
الشاعر إذا لم يتفرق كليًا و يبتعد عن الأخر غير المفيد سيبعثر مشروعه
- الرواية حاليًا لغة العصر التي أقصت كل مشهد غيرها ، من حيث المقروئية فقط
- معاناة الشاعر الازلية حولت الجسد والروح الى أزمة احساس بالخذلان وللا جدوى
حاورته رانيا بخاري
*هو من جيل الشعراء الشباب الذين ملكو زمام القصيدة يلتقطون من واقعهم مادة القصيدة
حتى الايفنيه العدم يكتبون حلم الغد ويبشرون به بالرغم من ضبابية الرؤية الراهنة انهم جيل يبحر ضد الاحباط يقاتلون من اجل ان تظل القصيدة ماوى وفسحة للاامل الكلمة سلاحهم ضد التغيب والاقصاء فالشعر هوالرئة التى ياخذون منه شهيقم و زفيرهم
انه الشاعر والصحفى محمد سالم
القصيدة هى أنية اللحظة والوقت تحمل ماتريد ان توصله من فكرة
القصيدة مولودة الزنا لآنها تاتي بغتة دون شروط لتختلط الانساب
شاحذ الحب فى الشعر العربى اعتبره يشحذ قراء
*بخاري/ لقد تجلى مفهوم المعذب فى الشعر العربى بين عدة أشكال كالاغتراب والقمع
والاستلاب هل قلق الشاعر هو الباعث على اغترابه الروحى؟
الشاعر:محمد سالم/فليدم مفهوم المعذب و يمجد .. كخطوة أولى أقول المجد للعذاب و صانعه الأعمى، فالعذاب ينتج تجارب مختلطة تختلف عن السائد المنتشر الذي لا يولد أي حقيقة يهتدي أليها فاعليه.
*بخاري/ المعذب بسبب الأغتراب مثلا يقف لمواجهة أغترابه بكافة السبل و منها الشعر .. و أما حالة القلق فهذه طبيعية فمؤكد هو مشارك أصيل في خلق حالة البعد عن الأخرين بمقدار روحي معين؟ .
الشاعر:محمد سالم/بأختصار لأن الشاعر إذا لم يتفرق كليا و يبتعد عن الأخر الغير مفيد سيبعثر مشروعه و يبدده في إضاعة الوقت و أقصد بالأخر الغير مفيد كجليس المؤانسات المستعجلة الذي لا يساهم في نمو ما تكتب بل يسلب منك وقتا كان يمكن أن تقرأ فيه كتابا مثلا.
و هذا لا يعني أن هنالك أخر هو في ذاته كتاب بل أثمن.
*بخاري/ يقال ان الشعر مات وصار امراة عجوزة لايقترب منه احد ولا مكان له فى الخريطة العربية؟
الشاعر:محمد سالم/ أنه سوأل مركزي بالنسبة لي ﻷنني أكتب القصيدة و بجانبها كتبت كثيرا في القصة و نشرت بالصححف السودانية و العربية كمجلة اليمامة و صحف أخرى ، مما يعني أنها مؤهلة بعض الشيء لكي تنشر .. و لكن ألى الأن لم أستقر على هئية نهائية
و هذا لسبب بسيط لأن العالم و الحياة حدث فيهما ثقب أفرز فوضى و وهم و أحداث و تراكمات لا يمكن التعبير عنها ألا إذا كان الشاعر متمكن بدرجة محمود درويش .
و لن يصبح الشعر أمراءة عجوز و حاليا بالسودان هنالك شعراء معاصرين يمكن لها أن تسيطر على المشاهد الكتابية الأخرى .
و عموما الأن في الوطن العربي غلبت الرواية الشعر من حيث الأقبال عليها و لكن لم تصل بعد لدرجة تجويد الشعر الذي يكتبه العرب منذ تكونهم كمجموعات ناطقة به .
الرواية حاليا لغة العصر التي أقصت كل مشهد غيرها ، من حيث المقروئية فقط .
و الشعر إذا جدد خطابه بفنيات جديدة و عالية سيجذب مزاج القأري بكل تأكيد.
و أعتقد أن ما ظهرت أخيرا بأسم القصيدة السردية قادرة على الجذب .
*بخاري/بات الشعر يكبو ولاينهض الافى القلب وعلى اللسان كانه ولد عييا اخرس ؟
الشاعر:محمد سالم/الشعر لا فائدة منه أذا لم يقرأ، الشعر لم تصيبه أي حالة تراجع و هذه ليست أمراض بل بالعكس تعتير مستجدات موفقة لمن يجيد كتابة القصيدة النثرية و ما شابهها .. و الشعر أبدا لم يمر بحالة واحدة منذ نهضته في العهد الجاهلي ألى الأن ، ففي كل فترة يحدث أن يشذ شاعر ما لينتج رأجترارات و تشكيلات جديدة و ألا لغاب الأبداع تماما و أستنسخ ما كتب سابقا .. مثلا أحمد شوقي خرج بعض الشيء عن ما كتب أبو فراس الحمداني كما خرج الأخير كثيرا عما كتبه أمرؤ القيس ، ألى أن جاء محمود درويش و تي . سي .. إليوت و أصبحت القصيدة هي إبنة اللحظة و الوقت تحتمل ما تريد أن توصله من فكرة و أحساس دون تكلف و توقف .. فالشعر النثري أصعب بكثير مما يظن كاتبيه المنتشرين .. و على الجميع أن يكتب ما يريد لأنه حتما سنصل ألى نهاية جيدة و مسألة أختلال بسبب القصيدة النثرية هذا خطأ يجب أن يصحح في ألالاف الندوات و القراءت.
*بخاري/ظلت فلسفة الشحاذة مهيمنة على العقل الشعرى العربى ختى الوقت الراهن لكن الثورة الشعرية قدمت فلسفة جديدة هى شحاذة الحب لماذا ؟
الشاعر:محمد سالم/إذا كان كل الأمرين متشابهين و يجتمعان في نقطة واحدة هي الشحاذة إذا لا يهم
ما تشحذه .. فلتشحذ ما تشاء حسب ما يتطلب شعورك التلقائي عند إعتمال القصيدة الذي هي في الأساس إعتمال لللغةتمت ترجمته على هئية معينة .
و العقل الشعري العربي لم تهيمن عليه الشحاذة أبدا و على الأقل ما وصلنا منه لم تهيمن عليه ، و لو كان ذلك كذلك فمن أين خرج دريد بن الصمة و أبو العلاء المعري الذين لم يستجديان أحدا في شعرهما و أعتبر أن كل هذه الأفتراضات غير موفقة .. أما شحاذة الحب في العصر الحديث فقد ظهرت مع نزار قباني أو يبدو كذلك كما يظهر أعلاميا و لكن لن تصيب هذه اللوثة كل معاصريه و من يشحذ الب قصدا في كتابته هذه حالة تمثله هو فقط و لن تؤثر على غيره .. و شاحذ الحب في الشعر العربي حاليا أعتبره يشحذ قراء لأنه يستحيل مركب النقص فيهم و ربما فيه ففاقد الشيء باحثا عن ما يفقده .. و الحب أشياء عديدة فكل شيء مهما كان ، يقوم على علاقة تواصل يعتبر حب .
و أعتقد أن كل السلطات التي مرت بعد أبي فراس الحمداني أخفت شعره لشيء في نفسها .
معاناة الشاعر الازلية حولت الجسد والروح الى ازمة احساس بالخزلان وللاجدوى والى العبث الى اى شى تعزوذلك س
*بخاري/–الشعر بأختصار هو لعنة مجيدة من المتوجب الأحتفاء؟
الشاعر:محمد سالم/بها و تقديمها على أكمل وجه حتى لا تختل و يتزعزع إتزانها .. و المعاناة ليست شيء محدد ليمسك الساعر به و يخنقه و ينهي درامته المقيتة لذا هو يحاول فقط أن يخرج من الفوضى و العبثية عبر ما يكتب و يحلل و يقرأ .
أما عن حكاية الخذلان فهي ترجع ألى هنالك من يحاول خلق حالات لا تشبه الأخرين فيدخل في أحاويل غير مجدية و السلطة هي من أنتجت معاناة الكاتب في أغلب الأحوال ﻷنها لا تعرف معنى التثاقف و التواصل عبر الطرق السليمة و قوانين الكون تؤكد بأن السلاح يدمي القصيدة و لكن وهم الشعر يريد غير ذلك ..لذا مواجهة المعاناة و القلق الدائم تكون عبر مواجهة السلطة بصورة جادة حتى لا يكون الشعر مجلبة للخديعة .
*بخاري/هل الشاعر المعاصر مخلصًا لذاته أكثر من متطلبات عصره على الصعيد القومى
تجلي ذات الشاعر هي إنصهار الكل فيه؟
الشاعر:محمد سالم/ليس الكتابة عن الذات تعني بالضرورة أنك لا تعبر عن الأخرين ﻷنك بكل تأكيد فرد منهم و قائد روحي لمن يحملون في رؤسهم نفس فكرتك .. و لكن المشكل الأساسي يأتي عندما يصبح الجميع الذين تمثلهم يطلبون الضعيف كما في حالة شحاذة الحب التي ذكرت
و في هكذا حالات على الشاعر أو الكاتب عموما أن يعرج بروحه و ينتج طريقة تحول دونه و الأنخراط مع النكثات المتفشية على الدوام بسبب الضغط و فرضيات الظرف المنتج أيضا من قوة عليا ليس للشعر لوحده يد ليقاومها .. لذا يجب إلغاء ما قال غاندي ” لا تواجه عدوك بالسلاح الذي تخافه” لأنه لمواجهة حامل سلاح يجب أن تطور خطابك لمواجهته و جزء من خطابك أن تبتديء قبله و تنتج أنت قبله .
و على الناس أن لا يظنوا أنني متدعشن … هههه .. لكن هذا لا بد منه و لا أقصد أن يحمل الشاعر سلاحا .
و أقول شعر مستعجل مني :
لا تنتظر أحدا
لأنك أنت من تفعل
لا تفتعل بلادا
لأنك أنت من يقتل
إذا لاحقت أوهامك.
و تلخيصا الشاعر المعاصر أوعى من أن يهتف فقط بلسان قومه .
*بخاري/ لماذا ينتمى الشعر اليوم إلى فضاء المطلق إلاسطورية وليس إلى قضاء الواقع
الشاعر:محمد سالم/ أكيد ليس الغالب من يتجه نحو المطلق .. و لكن أولا علينا أن نفسر مفردة المطلق نفسها لأنها متوسعة و تأخذ أكبر من حجمها مقارنة بما كتب
و أعتبر أن المطلق لا شيء و ما هو مطلق يحتاج لفنيات كتابية لتدخله في دائرة النسبي المنظور أليه حسب يريد الشاعر أن يقول.
و الشعر الأن إذا أفترضنا أنه لا ينتمي للواقع اليومي ، فهذا أيضا يعتبر مطلق و أسطوري ﻷن اليومي من كثرة تكراره و رتابته تحول لأساطير شخصية صغيرة تهشم الأرادة قسرا .. و على الشاعر أن لا يهتم بهكذا مواضيع لأن من لديه ملكات الخلق و توليد الهيكل الشعري ، حتما سيختار ما يريد ه و يوصله بما يشاء و يرى.
*بخاري/القصيدة كيف تبزر نطفتها ؟
الشاعر:محمد سالم/هذا سوأل تجيب عليه القصيدة ذاتها، لأنه لا يحتمل أن نفلسفه و ألا كذبنا و لكن يمكن أن نسمي القصيدة بمولودة الزنا لأنها تأتي بغتة دون شروط لتخلط أنساب اللغة.
*بخاري/ما صحة ما يقال إن الشعر فى صراع بين تمركز الموروث والاناة المتحدثة فى القصيدة؟–
الشاعر:محمد سالم/أنه سوأل صعب و لكن يمكن أن يفتعل النقاد دراسات عديدة فيه لتبينه على الأقل .. و الشاعر يكتب فقط .. يكتب على الدوام .. يكتب نفسه أو غيره .. يكتب ما لا يعرفه في ذات لحظة الكتابة و من المؤكد سيكتشف من أين خرج فيما بعد .
فقصيدة الشاعر نفسه بعد مرور زمن عليها تصير موروث لأن الشخصية المتلبسة في تلك الحالة تختلف عما سيتلبسه الشاعر عند كتابة أخرى .. عموما الأنا المستعجلة تكون في لحظة الكتابة فقط و بعدها تتلاشى.
أما الموروث بمعنى ما كتبه سابقيك يجب أن لا تفتعل معه صراع بأي صورة لأن الشاعر الحقيقي هو من يمثل نفسه و ليس من يصارع ما صنعه غيره .
الموهبه أله يبتعد عن الصراع.
*بخاري/ رؤية الشاعر كانت تتخطى حياة الفرد الى التجربة الانسانية فهل انهزم الشاعر ام انهزمت الذات الجماعية ؟–
الشاعر:محمد سالم/ما زالت تتخطى و هذه توقعات لا يعرف واضعيها لأنه كل ما كتب ظاهرة إنسانية و الفرد لوحده ظاهرة إنسانية كاملة يجب تخليدها و جعل هالة حولها .. و قضية الذات الجماعية كذبة أكيدة .
الفرق أن هنالك ظاهرة إنسانية مثالية و أخرى غير مفيدة و متخبطة
ومن يطلقوا الأحكام عليهم أن يستكينوا في هكذا مواضيع حساسة.
حقيقة الأشخاص حولنا ؛ ﻻ يعلمها إلا الله .. !لذلك قل دائماً :- اللهم دلنى على من أراد بى خيرا .. وأصرف عنى من أراد بى شرا ..
سِلُمٌتْ اٌخ مٌحُمٌدِ