العنف الأزرق كوجه سماء
قبل النوم، قبل إغماضها لعينيها بدقائق كانت تقرأ لي من ذاكرتها أو تحدثني عما أجهل من كتب وتجبرني أن أردد خلفها قصائد لا تطلعني على أسماء شعرائها لتعيدني من شاطئ النعاس إلى صندوق ذاكرتي وهي تقول: هيا تذكر إسم هذا الشاعر وسأمنحك قبلة قبلة طويلة وبكامل رضابها وعلى سبيل المشاكسة كنت أقول: وإن لم تفِ…. إن لم أفعل فقبلني وقل شكراً يا مخادعة وكنت أفضل أن تكون مخادعة في تلك اللحظة بل وفي كل ليلة كي أقبلها قبلة إمتناني المخاتلة التي كانت تستحقها لأنها هنا قريبة مني وتضع رأسها على صدري في أشد لحظات حبها لي لتحدثني عن الكتب والقصائد التي تحب بشعرها غير المُسَرّح ومنامتها غير المكوية وهذا ما يشكل وضعها الأمين معي وما يجعلني أغمض عينيّ على وجهها بحب وأنام وأنا مطمئن أن ثمة من يعتني بعدم نضجي وتهوري كرجل يرتكب أخطاءه بصوت عالٍ بل وتعرف مكان زر إعادة الحياة عندما أتحامق وأفتعل إحدى حروب الرجال الدونكيشوتية ولكنها لا تنسى، كأي ملاك له سجلاته الأمينة، أني كنت أضمها – بعد عودتي من خذلان تلك الحروب – حتى تسمع صرير أضلاعها، وأهمس في شفتيها قُبلي التي تفهم لغتها وحدها والتي كانت تفهمها بشعرية أنوثتها: لا يوجد شهود في عنف الحب، يوجد شركاء فقط وكانت هي شريكتي… شريكتي الوحيدة في ذلك العنف الكبير… كوجه سماء.