الكتاب الذي يناديك غلافه أوّلاً
“كيفما تكون… كن أفضل” هو الكتاب الذي يناديك غلافه أوّلاً، وقد كُتب عليه باللون الأحمر “الكتاب الأكثر مبيعاً في العالم”، وهو صادر عن “دار الساقي”، لبول آردن، مؤلّف “كيفما فكّرت… فكّر العكس”.
فيما “تتنزّه” في “فيرجن ميغاستور” Virgin Megastore في بيروت في شتاء 2017، تجذبك تلك العبارة اللافتة على ذلك الرف هناك، وتقرّر من باب الفضول المعرفي شراء الكتاب لمحاولة اكتشاف كُنْهه وسِرّه في أروقة العرض والطلب عالمياً، هكذا يصبح بإمكانك أن تعرف أو تتحسّس ربّما مزاج السوق، على الأقل مرحلياً وفي الآونة الأخيرة (2016-2017)، أنت الآتي والمنسلّ من عالم السباحة عكس التيّار والتغريد خارج السرب، وتعي أنّ الإبداع غير متعلّق أو متّصل بالضرورة بالإقبال الشعبي، أنت الغارق كأنّما منذ الأزل في نخبويّتك.
في لعبة عرض المحتوى يستميلك منذ البداية ما كُتب بحروف بيضاء بارزة على ورقة سوداء هي الأولى: “معظم الأغنياء وذوي النفوذ ليسوا أشخاصاً موهوبين أو متعلّمين أو ساحرين أو جميلي المظهر بشكل لافت”. حول ماذا يتمحور الكتاب (؟) تتساءل قبل التوجّه إلى الصندوق.
لاحقاً، في قراءةٍ هادئة على ذلك الكرسي، تنتبه إلى مقطعٍ فاتك أن تلحظه تمهيداً: “كما يُقرأ كتاب صن تزو “فن الحرب” كدرس في استراتيجية الأعمال بدلاً من القتال بالمعنى العسكري، وكما أنّ كتاب ماكيافيلي “الأمير” قد كُتب عن أسلوب الحُكم ولكنّه يُقرأ بوصفه دليلاً للإدارة، كذلك يستخدم هذا الكتاب العمليّات الإبداعية للإعلان الجيّد كمنهج لممارسة الأعمال”. بهذه الكلمات تلج صلب الموضوع. حسناً، ستكمل القراءة للعثور على المزيد من التفاصيل.
الموضوع الأوّل الذي يثير انتباهك في قائمة المحتويات عنوانه “لِمَ نكافح لإنجاز العمل بامتياز حين يكون المطلوب أقل بكثير؟”… يبيّن الكاتب هنا أنّ الطلبَ ضعيفٌ على الأداء الممتاز في العمل فيما يكون أعلى بكثير على مستوى مقبول من العمل. يحيلك هذا التوجّه والأفكار التي تتبدّى تباعاً متدفّقةً في السياق إلى نفَس إيرني زيلنسكيErnie Zelinsky صاحب “إعمل أقل تنجح أكثر…” و”فكّر تنجح أكثر”، بل إنّ طيف إيرني زيلنسكي يخيّم ههنا. هذا ما تستنتجه على الفور.
يشتمل “كيفما تكون… كن أفضل” على “دروس” مبسّطة للجميع دون استثناء في فن التسويق لتحقيق النجاح من خلال إضاءات وأمثلة وآراء ونماذج بالصور أيضاً، ويحثّ على التفكير على نحو مغاير غير تقليدي. إنّه “دليل موجز لبلوغ أقصى الحدود. مرجع للموهوبين والجبناء لجعل المستحيل ممكناً”. هذا ما يمكنك قراءته على الغلاف الخارجي مع تقديم إيضاح وتعريف: “بعد عقود من تبوّئه أعلى المناصب في أكثر الصناعات تنافسيةً في العالم، يقدّم بول آردن إجابات أصيلة ومنطقية للأسئلة اليومية مثل كيف تستفيد من فرصة طردك من العمل… ولماذا من الأفضل غالباً أن تكون على خطأ لا على صواب”.
الكتاب الذي يطفو يُعَدّ خفيفاً وعمليّاً، لا سيما أنّ قراءته سهلة ومريحة وسريعة جدّاً، وتصفُّحه مماثلٌ لبعض المجلاّت المرفِّهة التي لا تخلو من بعض الإفادة أيضاً. يعود ذلك في المقام الأوّل إلى المساحات والألوان والتقطيع المريح، ما يغوي النظر.
جذب القرّاء صار يمثّل نوعاً من التحدّي في عصر السرعة، وفي ظلّ تراجع المطالعة عموماً، ولا شكّ في أنّ الكاتب بول آردن يتسلّح بميلٍ تجاريٍّ خارق يقوده في ظروفٍ مشابهة إلى ذروة النجاح.
هالة نهرا (