الذاكرة الشفوية نحت لكلام وتأصيل لكيان
بالمزونة في مهرجانها الدولي للشعر والغناء البدوي
التاريخ 13-14-15-16-افريل 2017
عاشت منطقة المزونة من ولاية سيدي بوزيد التونسية على وقع فعاليات مهرجانها الدولي للشعر والغناء البدوي من 13 إلى ليلة 16من أفريل الجاري على وقع الدورة 23 من هذا الحدث الثقافي المميز، الذي ارتأته جمعية مهرجان الأغنية الريفية والشعر الشعبي بالمزونة وضمن تظاهرة مدن الفنون أن تحفل بالذاكرة الشفوية و ما تعلق بالأدب الشفوي المقاوم خاصة فكان برنامجا منوعا وثريا راوح بين العروض الفرجوية (الفروسية والملاحم
عرض ملحمي لرواية شعرية خلال الافتتاح تتخللها لوحات راقصة و فروسية وما الى ذلك من سينوغرافيا (ملحمة وطنية عاشتها المنطقة) معركة هداج واستشهاد 7 من ابنائها بحضور لافت للجمهور رغم بعد مكان العرض ونخبة من مختلف الأوطان العربية والمغاربية)
والسهرات الفنية والشعرية والندوات الفكرية التي عنيت بالذاكرة والاحتفاء بجملة من الإصدارات الحديثة.
الأفتتاح : موكب فرجوي اتسم بحسن التنظيم زادته لوحات الفروسية والراقصين بالبارود” والإبل تشويقا وزخرفا بدويا رائقا إلى جانب لوحات استعراضية بالزي التقليدي لشباب المزونة مما أكسب المشهد طابعا مميزاُ
السمر: تخلل أيام المهرجان وراوح بين الأغنية المغاربية البدوية والشعر الشعبي وقد شهد إقبالا لافتا من قبل الأهالي
اليوم الثاني من المهرجان : وهي الفقرة الحدث لهذه الدورة حضرها نخبة من الوطن العربي وتونس وتميزت بالثراء والجمال : حيث واكب جمهور دار الثقافة طاهر لبيب بالمزونة أمسية تناوب خلالها أصحاب الإصدارات على المصدح لتقدير آثارهم
حيث أمتعنا المؤلف والشاعر الشعبي لزهر بالوافي بمداخلة قيمة وشيقة حول إصداره الجديد التراث اللامادي في مراتع الهلاليين
كما تفضل الناقد زهير مبارك بتقديم إشراقات حول جماليات السرد في رواية حنين إفريقي لمؤلفتها الشاعرة والروائية خيرة خلف الله
إلى جانب الاحتفاء بكتاب الشاهد الذي جمع مادته ونقحه وراجعه مدير المهرجان الشاعر محمد غزال الكثيري وكذلك كتاب جبل على صقور بوهدمة هذا الكتيب الذي يعنى بالشاعرين الأخوين بوزيان وهما من الرواد الأوائل للشعر الشعبي بالمزونة
ثم اهتمت الجلسة العلمية الثانية بالفقرة الأولى من ندوة المهرجان الذاكرة الشفوية بين الأدبية والفنية تحت شعار ثقافة القاومة برئاسة الدكتور سمرقة عاشور من الجزائر
مداخلة العراقي الدكتور أحمد محجوب الجبوري حول أشكال الأدب المقاوم في الشعر العربي
ومداخلة الشاعر معاوية الصويعي / ليبيا القيمة الأدبية للموروث الثقافي
ومداخلة الدكتور صالح الفالحي حول التراث المادي واللامادي وقيمة النضال من خلال هذه التعبيرات الثقافية في الحفاظ على الهوية والأصالة
اليوم الثاني من الندوة :تنسيق الشعرة خيرة خلف الله
المداخلة الأولى :علي سعيدان من تونس حيث قدم مداخلة حولة الذاكرة الشعرية الشعبية وولادة النفس المقاوم بهذه الملاحم وجملة من الاستفهامات التي طرحتها المرحلة
المداخلة الثانية أبو أمين البجاوي من تونس وقد ركز على ملامح الذاكرة من خلال بعض الأمثلة القصائد الشعبية
الأستاذ كمال العلاولي رصد الذاكرة وتاثيرها في جملة من الفنون المتعلقة بالشفوية منها المسرح والحكاوي والأمثال
كما ختمت الندوة بتكريم الإعلامي صالح بيزيد
المهرجان عموما حاول رغم الصعوبات التي تتواصل منذ انبعاثه والمتعلقة أساسا بغياب ولو فندق صغير بالمنطقة خاصة وأن المهرجان يستقطب العديد من الضيوف الأشقاء والأصدقاء على سبيل المثال حضر هذه الدورة شعراء ومحاضرون وإعلاميون من العراق ومصر والجزائر والأردن والسعودية وليبيا
حاول أن يوسع من فقراته ويراوح بين الندوات الفكرية والامتاع من خلال برمجة العديد من السهرات المنوعة والموزعة على أكثر من فضاء ، جبل العين والمنتزه العائلي وقاعة الأفراح الجديدة “دريم نايت سبايس”
مهرجان عريق يشق طريقه نحو الريادة بثبات رغم العديد والعديد من الصعوبات على أسرة المهرجان أن يتسع صدرها أكثر لأبنائها كي تستطيع الحفاظ على هذا المتنفس للأهالي والسياحة والثقافة عموما بالمنطقة.