النصً الأوّل : يوم مولدي الحقيقيّ ….
حياة خليفي/ كاتبة تونسية
يصادف اليوم العالمي لعيد المرأة ..
يوم مولدي الحقيقيّ ….
وهذه المصادفة كانت دوما مصدرا لزهوي ..
وارضاء غروري ..
إن جاز أن تكون هنالك صدفة في هذا الكون ..
فالكون مرتّب بدقّة متناهية ..
تعجز الصّدف أن تلج فيه ………
واليوم أحبّتي ..في هذا الفضاء الإفتراضيّ الأزرق ..المنير ..
والّذي في ذهني أعتبره حقيقيّا ..
فقد التقت أرواحنا فيه ! …
وإنّني أمجّد الأرواح ..كثيرا ..
وأعتبر أنً للأرواح سطوة أولى قبل سطوة الأجساد ! …..
وبناء على ذلك أودّ أن أعترف لكم ..! ..
في ذكرى مولدي الشّقيّ ! .. لعلّني أغادر ..
أودّ أن تذكروني ..
وتبقى تفاصيلي عالقة في ركن ٱمن من ذواكركم المثقوبة ! ..
وإنّني أمجّد التّفاصيل ..
وأفنى فيها ! ..
أنا امرأة مغرورة ! .. أعتبر نفسي المرأة الأولى ! ..
وأنا رعناء ! ..بمعنى هوجاء ..لا بمعنى الحمق والغباء ! ..
يقودني قلبي دوما ..
وغالبا ما يعتلّ هذا القلب المسكين الّذي حمّلته الكثير من الأنين ..
ولا أأبه لهذا العقل كثيرا ! ..
أركنه جانبا ..حتّى أنّه يعلوه الغبار !!! …..
لا أملك ذهنا حصيفا ! ..
أحلّ مشاكلي بذهني الأبتر ! ..
ومازلت أحلم بأنّ جدّتي الحلوة مازالت تمسّد على شعري البهي الأشقر ..
وتحلً عقد ضفائري المرسلة … كنقاط … وجعي …!
أنا متطلّبة كثيرا ..مرهقة كثيرا ..مميتة أحيانا أخرى ! ..
ولا أقصد بذلك التطلّب المادي ..
بل أقصد التطلّب الرّوحي ..
والعاطفيً ..
فلا يمكن أن يسعد يومي دون ان يبثّ لي أطفالي معاني الحبّ ..
وما يليه طبعا من جمل التّمجيد ..والثّناء ! …
أنا عندما لا أقول أحبّك ..
حتّى للقطّة الّتي تنتظرني على باب مكتبي ..لا يهدأ يومي ! …
أنا امرأة لا تفتح درج ذكائها كثيرا ..تركنه جانبا ..حتّى يعلوه الصّدأ ! ..
صادقة حدً الوجع ..
طيّبة حدّ السّذاجة ..
حسّاسة حدّ الإدماء ….
أنا أنّانة ..حنّانة ..! عصبيّة المزاج ..
أثور بسرعة البرق ..وأشتعل ! ..
لكن مع الأطفال أكون مختلفة ..
أبذل كلّ كلّي .. أنا سريعة العطب ..سرعان ما أنتحب ! ..
لكنّني في نفس الوقت ..امرأة مقاتلة ..
وأحبّ هذه الحياة ..
لعلّني ورثت هذا عن أمّي العظيمة ..
فهي كانت امرأة مقاتلة ..لا تسقط أبدا ..
رحمك الله حبيبتي ..
تقضّ مضجعي مناديل الوداع ..
فهي كما قال درويشي : ” كفن مناديل الوداع وخفق ريح في الرّماد ..
يتبع …