اليوم العالمي للشعر .. لحظة ينطق فيها القلم عشقاً وإبداعاً للكلِم الفصيح.
بما أنّ الإبداع الشعري وليد نبضاتٍ حسية و دفقات شعورية ، تشكّل مزيجاً متكاملاً من القريحة و المخيال، فإنّ لكل شاعر أو زجّال تمثّله الخاص، و طريقته الفريدة في التّعبير و نسج خيوط القصيدة،
وكذا ترصيعها و صقلها بما توحيه الكلمات.
فكما قال المظفر بن الفضل: ” أما الشعرُ فإنه ديوان الأدب، وفخر العرب، وبه تُضرَب الأمثال، ويفتَخِر الرّجالُ على الرجال، وهو قيدُ المناقبِ ونظامُ المحاسنِ، ولولاهُ لضاعَتْ جواهرُ الحِكَم، وانتثرت نجومُ الشّرَفِ، وتهدّمتْ مباني الفضل” ، أمّا عند محمود درويش : ” فالكتابة الشعرية هي كتابة على كتابة داخلية المهم أن تجد صوتك الخاص وتنفسك الخاص بعيدا عن أي مؤثر حتمي، لا يوجد شعر بدون تأثر وتبادل المهم أن لا يكون التداخل مباشراً.” فقد قال درويش عن الشِّــــــــعر :
قد ظللنا بؤساء
يا رفاقي الشعراء
نحن في دنيا جديدة
مات ما فات فمن يكتب قصيدة
وبقدر ما يختلف النّهج وتتنوع التصوّرات ، بقدر ما تتعدّد الأشكال والمضامين في صياغة النّص الشعري، والذّات دائما هي بوصلة الإبداع ومحركه الأساسي. فمرةً نجد الشاعر حداثيا ثائرا عن المقاييس التقليدية شكلاً ومضموناً، وحيناً نجده وجدانيا رومانسيا ناهلاً من معين المدرسة الذاتية في الأسلوب والموضوع، وتارةً نجد هذا الأخير متشبعاً حتى النّخاع بالموروث التقليدي الأصيل، وسائراً على خطى البعث والإحياء في القصيدة العربية. فبِغِــنى القصيدة وتنوّع ألوانها وتشعّب مضامينها يزداد بريق هاته الأمسية الشعرية، وتتوسع دائرة فقراتها وتزهى بإسهام الموهبة الطّامحة، وبنضج خبرة الرّواد فيها، وتسمو بصوت الكلمة الأنيقة الرّفيعة والحسّ المرهف النّبيل المتأصّل من سحر اللّغة العربية الحيّة.
لذلك فأجمل باقــــات الكلام، تُـــــزيِّــنُ بُــــســــتان المدن المغربية والبلدان المختلفة، بِــــــورود شِــــــعرٍ وزجــــــــل يلتقي فيها الكَلِمُ الرقيق بالحرف الدَّقيق، وتجتمعُ فيها فصاحة الكلمة بِـــبلاغة اللِّــسان.
شعراءٌ و زجَّــــــالون مغاربة، ينقلون لنا ما خطَّـــتهُ أناملهم الرَّقيـــــقة في ليالٍ شاعرية، يختلط فيها الطُّموح بالخبرة، لينزلوا بنا دهاليزَ الكلمات، و يُسافروا بنا إلى عوالمَ خاصة صنعوها بأنفسهم برتوشاتٍ تفُكُّ شِفْرَةَ الكلمة الصَّادقة المُنبثقة من كُنهِ الذَّات، و تُعيدُ كُــلَّ عاشقٍ للحرف العربي، إلى حنين الماضي الذي كان يتكلم فقط لُغة الإبداع والقلم والقرطاس، التي نحتاجها من حينٍ لآخـــــرْ …
جمييل كل ما كتب عن الملتقى فعلاً نحن بحاجة إلى دعم الإبداع لنعودإلى زمن الأدب ونحفظ لغتنا العربية
شكرا لكلامك الجميل سيدتي.
نتمنى أن نكون عند حسن الظن.