اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة*
انطلاقاً من حديث للنبي ﷺ حيث قال:
” أوصيكم بالنساء خيرا إنهن عوان بينكم “
ومن خلال الآيات التي تكرم المرأة التالية:
قوله تعالى:
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
( الروم: 21)
وقال تعالى :
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ
(الحجرات :13 )
وقوله تعالى :
يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ
( الشورى :49 )
أرى أن *اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة* جاء كيوم نتذكر فيه ونذكّر به الإنسانية جمعاء بمدى العنف الذي يطال إناث العالم مقارنة بذكوره؛ و في نفس الوقت جاء هذا اليوم لنكرم فيه النساء اللاتي تم قتلهن بوحشية *الاخوات ميرابال* من قبل رجل طاغية جشع متكبر ؛
و اللاتي أصبحن رمزا لكل امرأة معنفة في هذا العالم؛
وإذ نعلم أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أعلنت يوم 25 نوفمبر تكريما لهن، و جعلت من هذا اليوم رمزا لكل امرأة معنفة بشتى أنواع العنف ..
والسؤال هنا ما الهدف العميق من هذا اليوم إلى جانب التكريم ؟؟
.. إنني و إن كنت لا أستسيغ إعطاء يوم فقط لهذه القضية الهامة والمصيرية ؛
ولكنني في نفس الوقت؛
أجدني أراها بداية للقادم الأفضل، أي إنها مكسب صغير لنون النسوة من أجل تسليط الضوء على قضيتهن العظيمة.
فالعالم الذي يعنف نساءه عالم مريض و غير سليم في رأيي؛
لأن المرأة هي نصف المجتمع وإذا كان النصف معنف أغلبيته؛ فالنصف الآخر سيتأثر بالتأكيد وسوف يصيبه الشلل الروحي والفكري والنفسي والمجتمعي…
فالمرأة هي سعادة الرجل و كذلك شقاءه في نفس الوقت؛ فمتى ما أكرمها أسعدته ومتى عنفها أشقته ؛ لا تستهِن أبدا بامرأة مجروحة .
ولكي ننهي هذا الصراع علينا أن نتعلم لغة السلم بيننا؛ علينا أن نحب الاختلاف فينا . علينا أن نتعلم أن المرأة دونها الحياة لا شيء؛ علينا كلانا ذكر وأنثى أن نتعلم لغة الحب.
فالله خلق حواء لتكون سعادة آدم لا العكس ؛
فهي منه وهو منها ؛
فلم هذا الألم و لم هذا التعنيف بيننا؟؟؟!
لهذا جاء هذا اليوم في رأيي للتذكير وتبيان مدى العنف الذي تتعرض له بنات حواء من طرف نصفهم الآخر أبناء آدم ؛
لقد جاء هذا اليوم من أجل تأكيد الوعي بيننا والحد من العنف قدر المستطاع؛ فاجعلوا اليوم بداية لكل يوم، وأكرموا نساءكم بالله عليكم .