تثريب أول لمهاجع الشعراء… وقوفا
الأديب والشاعر سامي البدري/ العراق
كيف يمض الشعراء حيواتهم حتى آخر الشوط،
ويتلظون بطريقة لا تشبه طرق البنائين
وسعاة البريد الذين يوصلون الرسائل بإتجاه واحد،
رغم أنهم يقضون حيواتهم متوحدين كأعمدة الإضاءة،
التي تزاحم خطى العابرين؟
الشعراء لا تضيء رؤوسهم في الليل، كأعمدة الإضاءة،
ينفرط عقد حزنهم فقط..
يطوفون مبتعدين، كي لا يشبهوا صور الجدران
وأصباغ لوحات الإعلانات، المسفوحة بعناية توراتية
ليمارسوا الصمت.
كثمار البرتقال، الشعراء يشيخون في الطريق إلى… أو من..
ويتساقطون من قطارات الغربة الليلية، حين يفيضون..
وكالأطفال العابثين، يعتمرون قبعات الحلازين، حين يقيمون
لأصواتهم، أصواتهم البعيدة، المنافي من قش الغياب.
الشعراء لا يسافرون؛ يمضون بمعاطف تقيهم برد الكلام..
الشعراء يلونون الكثير من قمح العيون، وأصابع لوحات المرور…
ليوصلوا رسائلهم إلى لا أحد… إلى لا مكان.