تحليقٌ ورديّ
-1-
بحرٌ يموجُ في أضلُعي..
يُعَرّي صفحةَ الفُؤاد.
ينفُثُ رذاذَهُ
أكسجينَ حياة..
يشفي السّقَم
ويمسحُ الشّجَن.
صبّارٌ ألتقِمُه
يُؤلمُ القرح
ويداوي الأعماق..
-2-
أقبلَ صيفي
تَبَخّرَ البحر..
غصّتِ العيونُ بالسُّحُب
تعصفُ بها العَبَرات.
تنهمرُ المُزُن
يتبسّمُ الزّهر
وتبتهلُ الأرض..
-3-
بياضٌ مزَّقَ ورقتي
وفتحَ اللّحد..
أبصرَت بهِ قصيدتي
العمياء.
أينعت به أحرفي
ففاضَ بوحها
واستفاق..
-4-
أأنتَ نورٌ؟!
أم نيران؟!
لِمَ أحَلْتَ مفكرتي
رمادا؟!
لِمَ قذَفْتَ الذّكرى
في زمهريرِ تابوت؟
أحرقْتَ أملاً
أمزجهُ بقهوتي
كلّ صباح،
وأشهقُهُ حياةً
بمساء ..
-5-
تمتَمَ في سمعي
سأُشعلُ هذا اليراع،
وأنفُثُ في القلبِ
نفحةَ خلود..
أصِلُ بكِ برزخَ النّجوم
وأجعلُ الكواكبَ
حولكِ تدور..
زهورٌ إهليلجية
تتراءى بين الغيوم..
-6-
حلّقْتُ بوسادةِ
الحلم..
فراشةَ أملٍ
تحفرُ نفقاً
في غيمِ الغسق..
طاووسَ كبرياءٍ
ينثرُ لؤلؤاتٍ
في لوحةِ الشّفق..
تتطايرُ الشّهُب
ويزهرُ أفقي
حُلُماً
يرسمُ لوحةً
بريشةِ قلم..
وأي تحليق يمس شغاف القلب بقوة بوركت يا شاعرة