جرح وطن
كتبك على وجه السماء غيمة قصيدة،
وأخطو بخطاك
على ممرات الأفق غسقا
لصبحي المستاء،
أرسمك بظلي وجعا للأمنيات
وأمضي خلفي بلا جسد
بلا بدايات
إلى حتفي
وأنتهي فيك ماض بدون ذكريات…
أصافح بكل أدب غيرتي وأرتاب،
أعانق حلمي باكيا
وكلك وطني الدامي بدون رصاص،
أكتفي بي وأجالس هوس الكلام
الصامت خارج كل الأبجديات،
محاورا ألمي
أصلي عاكفا
في شبق الاعتذار..
أستل من حنجرتك يا وطني
اسمي وبراءة طفولتي وكل الذكريات،
أضمك لي
وتضمني ذاكرة الندى
ولون البحر
وثنائية الحب الطافح بالوفاء،
أعود إلى إلى عودتي
وأخطو خطاك على مضض،
أشتم في عبق جرحك رائحة المنية،
أتصفح رقاك وأرتقي في مناك،
ألامس
همس الحنين الدافئ في عيناك
وأنام في حضنك يا وطني ولا تنام..
أبعترك كلاما قد تاه عن كل الكلام
حروف صمت،
أعبر فيك إلى اللا منتهى
مستقبلا حرا لكل الأحرار،
هو الغد القادم من غيب القدر
حرا من ظلمة المستحيل،
هو المستحيل الممكن
حلما للتائهين في السراب ..
أطرق بريح التمني باب يأسك
ويعانقني شوقا بؤسك
وتنتهي فيك زرقة السموات…
لوحيك نبض شعر على أوراق البياض،
وشغف آثم متيم بالهذيان…
أرصدك بمقلتاك
وعلى جبينك البر والبحر
الخوف والأمان،
أتعقب خلسة ظلام ليلك الدامس وأرتاب،
أسقي بحبي لك يا وطني ورود الأمل
الذابلة في محياك،
أحمل نعشك،
ومن كل ماضيك المجيد
أنبش قبرا لي ولك في ثرى التاريخ،
شهيدا
أو أريك مسك الثرى
أدعو رب القلم لي ولك المغفرة والتواب،
أمضي عائدا إليك لاجئا مني إليك،
وأكتب على وجه سماك غيمة قصيدة وأرتاح….