حشـــو الاحتــــــراق
خذلني الحنين…
امتصّ من رائحة الخبز
انسياب الحرف…
لهفة الحبر في التّسكّع ،
على رجفات ضوء متلعثم
تضاجع كفوف الوقت ،
تنسف عجينة ذاكرتي.
خذلني الحنين…
أطفأ سجائر الرّغبة …بعثرني
وابتلعني بـحشـو الاحتــــراق !
دارت الكأس…
و انحلّت أيقونة الفراغات ،
تزفّني …على قِبلة الصليب
صوتـا …أريقت أوتـار أمّـه ،
من رحم الخاصرة
حتّى امتـلأتُ بالطعنات
و صـرتُ كــومة مشاعر ،
تطفحها… ملاعـق الحيـاة .
دارت الكأس…
و انتفضت بواطن الازدحام
تلعق برذاذ الدّم
بكتيـريا الأنفــــاس الملـقـات
على أرصفة شاحبة… تعوي
في مفترقات الارواح المبتورة
تغــزلها …سنــابل دمع مهـــدور
بين أروقــة المعــابر النّـاشفة ،
كي تحنّط …رائـحة ورد شـــائح
أجهضت فيه مجاري القبل
هناك…
أينما تذبح الحناجر في عروق الله
هناك…
من فجوة نهـود
أغوتها تجليات باكية ،
تحترف اعتصار النخب
برعشة قيصرية من استقامة الصلاة ،
تولد… شهيدا مصبّرا
في جنازة معلّبة على قيد الانتظار ؛
تشحنك …كوابيس مناماتي الموحشة ،
حين تشتــاق تـعرّق مسامي ،
و هي تمارس انحلالها التعسّفي
على صـدر الأرق ؛
تشيّع …بلـلا خمـريّا
يــسدّ صرخة مناجاتك التــي أشحتها
من نشوة التراب ،
أشلّل بها…صديد اللّيل ،
فـيرفع الحنين الى مثــواه الاخير