حلمٌ آتٍ
يا حُلمُ الدّهرِ أتى خَجِلًا
مُتوارٍ أرّقَه القدرُ
.. جمعَ الأجرامَ بجعبتهِ
كِسَفًا في الأفُقِ تمرّدهُ.
. يهوي كبراقٍ مُتّقِدٍ
فتهيمُ الروحُ وتنشُدُهُ.
حبقٌ قد عطّرَ نافذتي
بالشّهدِ يداعبُ أجفاني
. نبضٌ قد ضلّ بمحبرتي
وغدا يترنّحُ حيرانا .
تتوسّدُ أحرفُهُ لدَمي
يتخفى من غدرٍ خانهْ ،
لانامت عينٌ ظالمةٌ
قنصَت أحلامًا وزمانا.
سوداءُ غيومك تنحرني
حقبًا من قهرٍ ألوانا.
….
ياحلمُ الدّهرِ أتى خجلًا
متوارٍ أرهقَهُ السّهدُ
نفثَ الأزهار بشرنقتي
في ليلٍ وضّاءٍ زاهٍ
فتعافى قرحُ الأجنحةِ
في جفنٍ باتَ يهدهِدُهُ
يقطفُ ماساتٍ غجريّة
من صبحٍ حلوٍ يلثُمُهُ
ما عادَ يبعثرُ أوراقي
أرقٌ أوسهدٌ أو دمعُ
سأروّضُ غيمَ الأقدارِ
وأحلّقُ فرَسًا ذا غُرّهْ
يختالُ المجدُ بإصراري؛
ما كنت لأشكو أيا حبري
وأنا المملوء بأسراري .
الله الله هذا البوح ما أبهاه
و لروعة حضورك عبقٌ خاص شاعرتنا المتألقة أختي الرائعة سعاد ميلي