حنين وشوق
الشاعرة سهام بن الواضح/ الجزائر
يا أيها الأب إن روحك في دمي
تنساب كيما النبض والخفقات
مابال صورتك الجميلة لم تزل
ما نافست إشراقها اللوحات ؟
الرسم من فيض الأنامل ممتع
هيهات تقدر محوها الممحاة
علقتها تحت الوريد كتحفة
بالقلب نجواها وترنيمات
ماكل هذا الوخز يوقظ مهجتي
فيهيج وُجدي أيها النَّحَّات
ماذا فعلت؟ وأنت تحفر عمقها
ما الفن إلا تلكم الفلتات؟
العشق نعرفه امتزاجَ نبوة
بالوحي حين تُنَزَّلُ الآيات
والشعر نعرفه تصوفَ شاعر
قالوا يجن لتنزل الأبيات
لكنَّ حبَّك يا أبي أسطورةٌ
ما اسطاع إعراب الكلام نحاة
أسطورة في بحر حبك ترتمي
عجزت بهاتيك السطور دواة
ماكنت أعرف أن عطرك يا أبي
تختاره في صمتنا الهمسات
إني اعترفت وليس ثمة سيد
مثل اعتراف ترجمته لغات
لم أدر كيف سكنتني فملكتني
تغتالني الأشواق والعبرات
فإذا ذكرت تفجرت أحداقُنا
وتلعثمت بشفاهنا الكلمات
نم يا أبي وأنا أخبئ في دمي
حبا سيحسد دفئه الأموات
سيقال ليت لنا كمثل فؤادها
ما مثل هذي في الوفاء بنات؟
لا يا أبي أخبر بأن أميمتي
من بعد فقدك مسها الإخبات
الدمع فوق الوجنتين ملازم
والصمت يصحب همسه الإنصات
كم صار يغلبنا البكاء فنختفي
خلف الدموع فتصرخ الشهقات
ياوالدي أمي ثقيل حزنها
تنبيك عنه بعينها النظرات
وأحبة سألوا فقلنا راحل
والدمع منهم عبرة وعظات
فتجددت أحزاننا لبكائهم
وتجددت من همسنا الآهات
نم أيها الأب واسترح بعد العنا
واسعد فأنت جزاؤك الجنات
ابنتك الصديقة سهااااااام