نبيهة علاّية :
— أنا في حالة انحلال ..أتشكّل في الفراغات،الروائح اللا مرئية
— لا أضع طلاء الأظافر حتى أرفع عني تهمة التأنيث
— المسرح يخلق هذه الثغرات التي تمثل الهشيم في لعبة الكراسي
نبيهة علاّية الشاعرة الثورية تتمرد على المألوف وتكسر قواعد التقليد في تجربتها الشعرية، تمنحنا مساحة من عوالم بوحها المتوهج بالثورة (الحرية، الإنسان، الوطن) شغل نبيهة الشاغل.
متعة الشعر الذي لا يعرف النمطية و يتحرر من التكرار المقيت، نجدها في نصوص هذه الشاعرة التي يعج شعرها بالثورية والحماس، و لا أخفيكم أن قلت هي شاعرة تسجد لها اللغة وتتبلور لها الفكرة، دون سابق عهد يتجسد بتكرار مصاغ مجدداً، هي مقتدرة تطاوعها الحروف لترسم لنا لوحة مكتملة لا ندري من أين يأتي الانعتاق عندما تتفجر الكلمات، فتولد القصيدة ..
الخبر ال واي تصافح نبيهة علاية في حوار سريع لا يتعدى زمن احتساء فنجان قهوة، لكنه بحجم اقتدار هذه الشاعرة المتجردة من التقليد و النمطية
حاروها : مسؤول التحرير
n في شعرك ثورة عارمة وامتزاج بين العام والخاص، هل هي ثورة لكسر المعتقد السائد (ذكورية المجتمع)، وتأنيث العالم؟
العالم مؤنث بالفطرة و حتى أرفع عني تهمة التأنيث، لا أضع طلاء الأظافر حين تكتبه أصابعي و طبعا هذا المنطلق العبثي في حد ذاته ثورة و ذاتية بدرجة أولى .. و كسر للمعتقد السائد باعتبار العام جزء من الخاص .
n في تونس والعالم العربي يتصدر الشعر المشهد، أمام تراجع السرد، هل في تقديرك سيتمكن الشعر في الحفاظ على هذه المكانة؟
التشكلات الأدبية الجديدة خاصة في المشهد الأدبي التونسي التي تجاوزت الشعر في معناه الكلاسيكي بل أخرجته من النمطية المعتادة من حيث المضمون والشكل و جعلت الحرف أكثر اتساعا و الصور مزدحمة تتشابك في بعدة فنون ولهذا أصبحت تتصدر المشهد لأنها شكل من أشكال التمرد و كسر السائد حيث تمثل هذه التشكّلات الأدبية منعرجا جديدا يحاول أن يخلق تشكلا جديدا للواقع .
n من قصيدتك (سبع حواس .. وأكثر) تقولين: شاعرة أنت إذن
بل أنثى النار …
ولا يحركك كرسي ؟!
الصمت كفيل بالعناق
همس…لمس…حسّ …ح.. سّ
نفس …نفس ،
ن ..ف.. س ،
فصمت .
صمتُُ…فموتُ
موتُ…فصمتُُ ،
كما ينهك الموج بعضه البعض
و يستكين في تعرّقه الصدى)
اكتملت الصورة، هل مازال ما يترك الثغرات لصعود حبكة الكراسي؟
المسرح بمعناه الخاص و العام ، و تشابكه بالفضاء الذي فينا و الفضاء الذي حولنا يخلق هذه الثغرات التي تمثل الهشيم في لعبة الكراسي و تصعيدا للحبكة و ما عليّ إلا أن اكتمل حد الاختزال في هذه الصورة .
- في “حشو الاحتراق” انطفأت سجائر الرغبة، (دارت الكأس…
و انتفضت بواطن الازدحام)
ألم يكن من بديل غير تشييع الحنين إلى مثواها الأخير؟
بعد كل هذا التشييع المشبع بالرغبة و الاحتراق في حشو قصيدة هل هناك بديل تراه أرفع و أجمل ليرفع الحنين ؟
- (ثمة “قصائد ” بنات حرام)، هل تعاني نبيهة من السطو والسرقات، أم تجادلين الفكرة في مشروعيتها، أم ماذا عن القصائد الأخرى؟
لا أريد أن أدخل متاهة المعاناة التي حددتها لأني على الأقل بدأت أنحت في ”بروفايل” لنبيهة علاّية ..من يحاول اقتحامه بأي ”طريقة ” سيضيع . دائما أجادل الفكرة بالفكرة و أقارع الجنون و أنا استكين إلى ذواتي.
”ثمة قصائد” بنات حرام مثل ما هناك” قصائد” بنات ليل وهذه الجدلية قابلة للتأويل ولكن أقول ما ألذ البنات! القصائد الأخرى …مفرغة من أي جدلية .. لا ننتبه لها و غالبا هي مجهضة لان زناة الشعر لا يمكن أن تحبل أرحامهم حتى .
- قاموسك الذي يعج بالمفردات العميقة، تتصدره رائحة المطر، أين أنتِ من المطر والقصيد؟
أنا في حالة انحلال ..أتشكّل في الفراغات،الروائح اللا مرئية ،…و في كل ازدحام في التفاصيل الصغيرة إلى روح لها دم و جسد.