صحيفة الخبر الالكترونية صحيفة اخبارية تهتم بالشأن الثقافي والإنساني
مقالات مشابهة
خرير الحنين
الشاعر الطاهر لكنيزي / المغرب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما لي أراكَ مُكدّرَ السّحْناء
وغدا فؤادُك باهِتَ الأصْداء
فاسْبِلْ ذيولَ البسْمة الوطْفاء
والْجِمْ خيولَ الغضْبة الحمْراء
لَمْلِمْ عنادَك إنّ قلبيَ موحَشٌ
يَسْتفُّ تُرْبَ الوحْدة الدّهْماء
وافسْح لشمْسِ الودّ تمْش الخيْزلى
في قلبكَ المشْنوق بالأنْواء
كي يرْتقَ الأفراحَ خيطُ غزيلها
ويغورَ رَوْقُ الظلمة الظلْماء
ويَسيلَ وجدكَ جدْولا مُترقرقا
ينْسابُ بين مرابِعِ الأحْناء
ويُنمْنمَ البوحُ البهيّ لقاءَنا
ونذوبَ في هَمساتنا العيْطاء
ونُعانقَ الشوقَ القديمَ حديثََه
فتَنِزُّ وَهْوَهةٌ منَ الأحْشاء
هلاّ هَدَدْتَ حُصونَ صَدّك جُمْلَةً
ومَدَدْتَ جسر تَواصُلٍ ورٍضاء
وبنيتَ للأحلام عشّا باذخا
لتغرّدَ النجوى بدغْل خَوائي
جرّدْ ظلال الشكّ من أفْيائها
لتَرى غَضارة روحيَ البيضاء
واسْمَعْ وَجيبَ القلْب في خَطَراتِها
فَهَسيسُ أَشْجاني دَليلُ وَفائي
كمْ سُقتُ عيسَ صبابتي مُلْتاعَةً
لمنابع الأحْلام والأهْواء
فتدلّهتْ والهَجْرُ أَدْمى شَوْقَها
لمّا نصَبتَ كمائنَ الشحْناء
وخبلتُ حين شربتُ كاسات النوى
ممْذوقةً بضِرامك الزرقاء
وتركتَ عقْلي بين كُثبان الأسى
يتلمّسُ الأسْماء في الأشياء
ويُسائلُ القلبَ المُعلّق نبْضَه
في حيرةٍ عن واحتي الفيْحاء
شاختْ حساسينُ الهوى فينا وما
شاخَ الحنينُ بصبْوتي الهيْماء
ذرَفتْ على الماضي لُحونَ مناحة
كمخارمِ الناياتِ بالصحْراء
ألقتْ حمائمُها على أقماره
أسجاعَ سحّتْ من دُرى البُرَحاء
ما زِلتُ أُنْبتُ كلّ صبْح وردةً
لوِدادِنا في مَشْتل الحَوباء
بالحبّ أسقيها وأرعى سوقها
عَلّ الأريجَ يَضوعُ في الأجواء
فأضمّخُ الوكرَ العتيق بطيبها
فلِما أشُمّ روائحَ الضّغناء؟
ناغِ الفؤادَ بِهَمْسَةٍ مَغْموسَةٍ
في الودّ لا في الضّحكة الشهْباء
كيْ تورقَ الكلماتُ مثل فَسيلةٍ
أو ورْدةٍ في روحك الجرْداء
ويصوغَ منْها طنينَه نحْلُ الجوى
ويَصبّه في روحِك الخرْساء
فالنّهرُ رغْم السدّ يطْفرُ مَدُّه
ليبوحَ بالأسْرار للحَصْباء
والوردُ يطرَحُ للنسائمِ عطْرَه
لتدُسّها في خاطِر العذْراء
والبحرُ يدفنُ في الرمال هديرَه
ليصيخَ موجُه للخرير النائي
ما الحبُّ إلا لَوْنُ فصْل زائل
والبَوْحُ لِلْمَفؤودِ خَيْرُ دَواء
هذي حِبالُ حُشاشتي ممْدودةٌ
فانشُرْ غسيلَ شُجونِك الخضْراء ..
شكري الجميل وامتناني العميم للأستاذ: رزق فرج رزق على نشره قصيدتي في هذا المنتدى العتيد..