ذات قدر.
في الحديقة المتواجدة وسط المدينة.. هي نفسها الحديقة التي ودعا فيها بعضهما البعض منذ زمن طويل.. وها هو القدر قد جمع بينهما مرة أخرى، في إحدى الليالي الشتوية الباردة كانت الأمطار تهطل بغزارة والطريق يكاد يكون خاليا من البشر..
صدفة غريبة تلك التي جمعتهما من جديد، فقد التقيا في زحام الحياة لتستيقظ أوجاع السنين الراقدة بين ثنايا روحيهما..
رمقته بنظرات عميقة وحزينة وهي تمسك بيد رجل أنيق المظهر طويل القامة ذي وجه عبوس.. تبادلا نظرات اشتياق وندم.. تملكهما حزن عميق ونزفت قلوبهما وجعا.. بدأت تبتعد عنه شيئا فشيئا إلا أنها ظلت ملتوية ناحيته تطيل النظر إليه في ذهول.. إلى أن ركبت سيارة كانت في الجوار لتودعه بنظرة أخيرة… بينما وقف هو على الرصيف وبدأ يلوح لها بيده.. ليفترقا مرة أخرى ويغرب كل منهما عن الأخر كما تغرب الشمس كل مساء.. لكن هذه المرة إلى الأبد..