الرئيسية / ثقافة / رذاذ الحنين للشاعرة الزهراء صعيدي

رذاذ الحنين للشاعرة الزهراء صعيدي

الشاعرة الزهراء صعيدي / سوريا

قصيدة تفعيلة

رذاذُ الحنين

يا قُمرَتي ..
أودى الحنينُ بمهجتي
في غيهبٍ قاسٍ كبردِ اللّوعةِ
و زوارقي في بحرِ عينَيْكِ التي أدمنْتُها تاهَتْ
و حبُّكِ في فؤادي نجمُ حبٍّ أوحدِ
في سُكنِهِ فلتَسعَدي ..
إنْ مرَّ طيفكِ تَنجلي عنّي الهمومْ
فبغيرِ عشقِكِ لن أكونْ ..
السِّحرُ يبهرُ مقلتيّ
و الأرجُ يُثملُ خافقي من وجنـَتَيكْ
و إذا تبسَّمُ قد رأيتُ الشَّمسْ
إنّي ببسمَتِها أُسِرْتْ

يا حُلوَتي ..
بكِ تستكينُ جوارِحي
و أبثُّ أشواقي الّتي خبأتُها حتّى لقاءٍ ذاتَ حُلمْ ..
ألقيْتُ بوصلتي لأبقى عالقًا في تيهِ عشقٍ مثلَهُ لم أعشقِ
ما ذُقتَ طعمَ الحبِّ إذ لم تَغرقِ
يا ذاكَ مهلًا ..
لا تلُمني إن نطقتُ الحبّ شعرا
فلقَدْ أتَتني بغتةً آهُ القصيدةِ مثلَ سُحبٍ أمطَرَت فوقَ الطّلَلْ
و أخذتُ أكنسُ ما تبعثرَ من شجونٍ في جنونِ الرّيحْ
فتكشّفَتْ عن لوحِ تبرٍ فيهِ نفحٌ من صبابةِ قيسْ
و أصابَني سحرٌ تنفَّسَ حيثُ كانَت ذكرياتٌ في أراجيحِ الصّبا نسغًا لقلبْ ..
هي فرحةٌ تتلو ارتعاشَ الرُّوحِ يأتيها الرّسولْ
وحيٌ لحرفٍ بعد نكستِهِ تقبِّلُهُ السُّطورْ
أُنسٌ لوحشةِ خافقٍ ملأَتْهُ أسرابُ الغمومْ
و كذا …. يُصبِّرُ كُلَّ يومْ

و أنا عذرتُكَ يا فؤادي حينَ تبصرُ مَوطنَكْ
يجتاحُكَ الوجْدُ المعتّقُ في رذاذِ البحرْ
و لسانُ حالِكَ :
لا جوابَ لخفقةٍ تُروى بماء الحُزنْ
أترى ألاقي ذا الحبيبَ بلِحيةِ اللّيلِ اندَفَنْ
و النّجمُ أطفأَهُ الوَهَنْ

لكنّها الآمالُ تزرعُ بهجةً في ماوراءِ اليأسْ
كالياسمينِ إذا تخالطُهُ الدِّما
يبقى البياضُ منازعًا حتّى يُعيدَ الصُّبحْ
حتّى يَميزَ الحقَّ في ساحِ الوغى
و تعودَ أنتَ محلِّقًا بجناحِ طيرٍ حُرّْ
23/11/2019

عن محررة

شاهد أيضاً

 الأملُ ما بعدَ الألمِ 

 الأملُ ما بعدَ الألمِ   بقلم ⌉ حنين أمارة*       صفحاتٌ يطويها الزّمانُ من حياتنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *