رسائِل حبٍّ
الشاعر عماد الدين التونسي
بأرض الضّباب وعبر مسافات عشق المدائن
رسائل حبّ يلفّها غيم عقيق البحار
تردّ سلام رحيل المراكب
تراب الخلايا و عطر رضاب الحكايا
بعمق ثوان مُدود الزّمان
تدوم ظُهراً تدوم دهراً لأجل عيون الأميرة الانيقة
حديث يُعيد صراع خلاص هبوب النّقاء
وفصل مسير هروب البقاء
وبين كلّ فصول الروّاية نقطة ضوء جميلة رشيقة
لكلّ مدينة تخاف النّواح و وقع الصّياح
ترفُضُ أصلا وسيطا غريبا
بين الشّروق وبين الغروب
حديث يُعيد مشاهد قبل الرّحيل وبعد الرّحيل
ليرنو حُلما يُفتّش عن بعض عشقي فيك
فأنت الصّباح و أنت الفلاح و أنت المُباح
وأنت المجاز وأنت سليلة بذر المجاز الأليق
كيف يكون شعورك
إن جاءك بقايا ما خلّفته ليلة بدر لطيفة
ما ورّثته ملوحة صدر طليقة
وبعد الكلام بيني و بينك وُجدتُ وحيدا شريدا
نواقيس ذكرى وألف إنفراد
فهل تستطيع كلّ الرّياح الهبوب قبل مسير القطار
فقط خبّريني ماذا تقولين للشمس لو تُطلّ
و تُلقي عليك سلام الحبيب
ماذا تردّين إن ذكّرتك بقهوة الصّبح وشاي الظّهيرة
إذا إنفجر فيك لُباب القصيد و ملح الطعام
ووشم نّدوب الضميد
أنثى النّدى أنا التّيهان الحزين يفاوض فيك المنى
ولو قتلوه إنتقاما ولو من سرقوه حياة طفل مُسالم
وأنت جدّ بعيدة بصمتك عنّي برفض الكلام
يكفيني منك أنّك في البال أوّل حُلم جميل وأوّل فرض قديم عقيق.