زَبَدُ النّسيان
-1-
على سفحِ النّسيانِ
علّقتُ أغنيتي
تُذيبُ أناملُها الكمان
فيتبخّرُ زَبَداً
يلاعبُ أهدابَ الذّاكرة
ويُشعلُ سوسنةَ الرّؤى
-2-
تعبَقُ الجُفونُ بعطرٍ
يُنعشُ تماثيلَ الذّكرى
تُمزّقُ اللّحد
وتغادرُ ذاكَ الأديم
تُلاطمُ الرّيحَ
لتُلوّنُ شَفقي
بِزَبَدٍ من نسيان
يستوطنُ ثرى مُفكرتي
-3-
هذا الجوى
يصرعُ الرُوحَ قبلَ الهوى
بِأزمان
ويهوي بها خرافةً
ينحرُها ساعةَ احتضار..
يهيمُ الوردُ في قلاعِ
الوجدان
ويندى الوَجَدُ
بصبحيَ العقيم
-4-
كإعصارٍ غرزَ مخالبَهُ
في نعشِ اللّيل
نثرَ شقائقَ نعمانٍ
في أوردةِ النّسيان
هوَ نسمةٌ صيفيّة
داعبَتِ الأقلامَ
وأيقظَتِ القُنوطَ
في ألسِنَةِ البوح
-5-
خلفَ مرآتي
سنديانةٌ تشَرّبَتِ البحر
وأقحوانةٌ تكحّلُ ذاكرتي
….
بيني وبين أناي
وهمٌ يسبحُ في الفراغ
تتقاذَفُهُ الذّكريات
وتحتضنُهُ الأرض
هنا يزهرُ نبضي
فراشاتٍ من زَغَبِ
العمر
-6-
لاتلمني..
إن تنفّستُك بحراً
لأضمدَ بيارقي المُتكسّرة.
لاتلمني..
إن نسجتُك أمنيةً
أرميها في بئرِ القَدر..
يغلي السّرابُ في بوتقةِ
أسرار
كأسطورةٍ في ثغرِ الغيم
تصمّ العيون
وتطفئُ مصابيحَ النهار
-7-
ياملكةَ الجليد..
انزعي ثوبكِ
عن جفنِ الشّمس
فماعدْتُ أطيقُ
سلامَ الحمام..
تبعثري قوسَ مطرٍ
أغنيةَ ربيعٍ في عروقي
علّها تدفءُ أفقي
وتورقُ وحياً في الضلوع
****