سرُّ الحياة
تمرُ الحياة و يفنى العمر
وفي الْقلب حِنٌّ ليوم عَبرْ
سألت الحياة لما تسرعين؟
فقالت هروبا لحُكم القدر
غيوما تمرُّ بقلبي الجريح
بصبحي رياحا مسائي مطر
أُطهّر جرحي بحمد وشكر
وأحمد ربّي لضيم يمر
تمهّل زماني فإنّي ضعيف
وجد لي بخيْر لنفسي يَسُر
تعوّدْت مُرًّا بكأس الْحياة
أرحْني بسُمّ و هات الْأمرْ
أشقّ بصبري غِمار الْحياة
ظننت الهلال سيصبح قمر
وأيّام عمري بقلب الرَّحَى
تدور بجوف فأين المفر ؟
سألت الْحياة لما قد قسوت؟
أجابت تمهل فقدت الصبر
تعوّدْت ظلمي كغير البشر
فهذا نصيبي وهذا القدر
و ها قد قبلت وهذا ابتلاء
دعيني أواجه ظلم الْبشر
تعلّمتُ منكِ دروسا عديدة
اعود إليها أُعنْونْ درر
بغابٍ تمرّستُ رغم الْوحوش
فما عاد يعنين ضيق الممر
دروب الحياة كهوف عتيمة
رضيعا حبونا لقبرٍنمر
كطفل لهونا بعمر الزُّهور
لقبر نسير فأين المفر؟
حسبنا الحياة لها مستقر
غماما بصبح بليل مطر لننساه ماض كتبنا بماء
وان كنت جمرا فمائي غمر
نُجاري الصّعاب بركح الحياة
بِعيْنَيْ كثيفٍ غضَضنا الْبصر
صعابا نواجه ببسمة ثغر
فتلك الْحياة فكيف البشر..