شهادة القاص أمجد توفيق في حق رواية موت بلون آخر..
سامي البدري لا أعرف من يكون ، ولم ألتق به يوما أو اسمع عنه .. قبل أسبوع قرأت له رأيا في رواية مشهورة، والحق أن رأيه كان منسجما بل متطابقا مع ما كنت أفكر فيه ..
أصبحنا أصدقاء على الفيس بوك .. وحين ألقيت نظرة على صفحته ، وجدت رابطا لرواية باسم ( موت بلون آخر ) وتقديرا لرأيه في الرواية المشهورة قلت لنفسي ( ربما اختار سامي البدري رواية جيدة ) ، وهكذا قررت أن اقرأها ، لأجد أن الرواية ليست منقولة بل هي رواية كتبها سامي البدري ونشرها في بيروت . ولأنني أجهل كل شيء عنه ، واصلت قراءتها..
ولأنني أجهل كل شيء عنه ، واصلت قراءتها .. لغة مشرقة تكاد تخلو من الأخطاء .. وصفاء عجيب غير مكترث بالصرعات التي تأتي وتذهب ، وكأني به يردد قولا ( فليجهد النقاد أنفسهم بكتابة النظريات، وصوغ قوانين ومعايير، وما على المبدع الحقيقي إلا تحطيم كل انجازاتهم) شخصيات وأحداث وبيئة تتداخل في زمن مأزوم لتشكل قلادة من نوع خاص ، قيمتها القدرة على تقديم متعة راقية واسئلة عصية على الإجابة ..
إنه يتحدث عن العراق عن بغداد بالذات ليكشف حجم الجريمة ، وانهيار القيم ، وسيادة قانون الموت المجاني ، وظلال كل ذلك في نفوس بشر تعذبهم المقارنة بين الصورة التي يحملونها وبين الواقع . لن تبق من الأغاني سوى ترابها يحمله كمال عبد العظيم وهو يحاول ترميم حياة مسروقة بالكامل ، لينتهي إلى لحس أحزانه كحيوان يجر نفسه إلى مخبأ ليموت بهدوء .. أفكار ، ورؤى ، وأحلام ليست من النوع المكرر ، إنها محض تحديات يواجهها ذوو النفوس الكبيرة في مواجهة الانهيار الشامل ، حيث لا أمل سوى ألا يخون المرء ذاته . سامي البدري : شكرا لأنك وفرت لي متعة قراءة رواية في زمن كدت افقد ثقتي بقراءة ما هو ممتع . وأقول : إن الرواية التي لا تقدم المتعة لقارئها لا تعني شيئا ، برغم أن مفردة المتعة عانت من سوء فهم كبير قوامه أنها عدت مرادفة للتسلية ، المتعة التي أقصدها هي توفير الحافز لخوض تجربة .