صدور ديوان “على حافّة الشعر: ثمة عشق وثمة موت“
نقلا عن مجلة الليبي- العدد (47- أكتوبر- 2022)
صدر للشاعر الفلسطيني فراس حج محمد في ألمانيا عن دار بدوي للنشر والتوزيع لصاحبها الأديب والأكاديمي السوداني د.محمد بدوي مصطفى ديوان “على حافّة الشعر: ثمة عشق وثمة موت”، ويقع الديوان في (246) صفحة، وتصدّرت غلاف الديوان لوحة للفنان التشكيلي السوداني محمد العتيبي، ومن تصميم الفنان بكري خضر.
قدمت للديوان الشاعرة والروائية هند زيتوني، واصفة قصائد الديوان بأنها “إنسانيّة محمّلة بالجمال تارة والوجع تارةً أخرى”. إضافة إلى “جمال اللغة وتفرّدها وجرأة الطرح والتعابير. وخاصّة في قصائده عن الحبّ والمرأة”.
لقد تنوعت قصائد الديوان بين الشعر المقفى الموزون وشعر التفعيلة، وقصيدة النثر، وجاءت معبرة عن كثير من القضايا المعاصرة، والهمّ الذاتي، ضمن منظومة أكبر هي منظومة العالم بكل ما فيه من أفكار وأشخاص وتشابكات وتعقيدات، وتوزعت في خمس مجموعات، جاء أولها تحت عنوان “في رعشة الريشة”، وضم (6) قصائد، يتحدث فيها الشاعر عن الشعر والإلهام، ثم مجموعة من القصائد القصيرة تحت عنوان “مُنَمْنَمات”، وضمت (21) قصيدة، تناول فيها الحديث عن قضايا فكرية وجمالية وأسطورية.
أما المجموعة الثالثة فجاءت تحت عنوان “إلّلات: محاولة في القفز على حواجز اللغة”، وكل هذه القصائد البالغ عددها (40) قصيدة يهديها إلى أصدقائه وإلى مجموعة من الكتّاب والشعراء قديما وحديثا وإلى شخصيات عربية وأجنبية، وإلى بعض النساء، فذكر أسماء بعضهنّ، واكتفى أحيانا بالإشارة إلى بعضهنّ بذكر حرفين من أسمائهنّ أو بوصف ما يعطيه لإحداهنّ، كما ضمت هذه المجموعة بعض القصائد التي كتبتها شاعرات للشاعر حج محمد، وتمتد هذه “إلّلات” إلى قصائد خاصة يوجهها “إلى امرأة كانت هنا- امرأة عبرت دمي”، وبلغ مجموع هذه القصائد (10) قصائد، ثم مجموعة أخرى موجه لامرأة أطلق عليها اسم “صوفي”، وبلغت (15) قصيدة.
ومن هؤلاء الذين وجه لهم الشاعر نصوصه: المحامي حسن عبادي، والكاتب رائد الحواري، والشاعرة نداء يونس، والكاتبة اللبنانية مادونا عسكر، والأكاديمية المصرية الدكتورة نهلة الحوراني، بالإضافة إلى قصائد موجه للروائي الشهيد غسان كنفاني ومحمود درويش وأبي تمام، وغيرهم، كما أن هناك نص موجه للفنانة اللبنانية هيفاء وهبي، وآخر لشخصية سيّد الذي شاركها في بطولة فيلم حلاوة روح. ومن الشخصيات غير العربية توقف المجموعة عند الشاعر آنخل أسكوبار، وإيرما جارسيا (المعلمة الأمريكية) التي قتلت بحادث الاعتداء على مدرسة ابتدائية في إحدى الولايات الأمريكية.
وجاءت المجموعة الرابعة تحت عنوان “في مديح النهد”، واشتمل على (8) قصائد، وأما المجموعة الخامسة والأخيرة فضمت (16) قصيدة تحدث فيها الشاعر حول الهواجس الذاتية والعامة خلال الحجر الصحي في فترة انتشار فايروس كورونا، ولذلك يعنون الشاعر هذه المجموعة بــ “في حبسة الكوفيد التاسع عشر”.
وديوان “على حافة الشعر: ثمة عشق وثمة موت” هو الديوان الثامن للشاعر فراس حج محمد، والكتاب الخامس والعشرون، بعد مجموعة من الكتب السردية والكتب النقدية، وعُرِض الديوان ضمن إصدارات “دار بدوي للنشر والتوزيع” في معرض الكتاب الدولي في مدينة فرانكفورت الذي انطلقت فعالياته يوم 19 تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي (2022) واستمرت حتى 23 من الشهر نفسه.
ومن بين قصائد الديوان نختار هذه القصيدة التي يذكر فيها موقف الكاتب غسان كنفاني من استخدام الشعراء بكثرة- بداعٍ ودون داعٍ- علامة التعجب التي يطلق عليها “علامة الاندهاش”، وهو موقف نقدي لكنفاني قاله في واحدة من مقالات كتابه “فارس فارس”. تقول القصيدة التي يعنونها الشاعر بــ “إلى غسّان كنفاني: متعجّبٌ عجَبُ” (الديوان، ص 73-74)
ما أحلى انتصابكِ يا علامة التعجبِ (!)
لكلّ شيءٍ تَصلُحين
وتُصلِحين كلّ معنىً غريبْ
وتصبحين جميلة عند نهاية كلّ سطرٍ قصيرٍ
طويلْ
مع كلّ شخص قبيح وجميلْ
عند كلّ مشاهد الأُلْفة والضلالْ
عند عاديّ الكلام يصبح المعنى جديداً
بل هو المعنى الجليلْ
عندها يصبح التفكير أعظمْ
مغرم بكَ يا تعجّبي المصاحب لي دون أن أسأل: “هل يصحّ أو لا يصحُّ؟”
يكفي أنّكِ قائمة بآخر الجملة تعطينني ما أبتغيه من التعجّبِ
كي تخفّ غرابتي بين سطور لا يناسبها سواكِ
يا اختراعاً عربيّاً يعدل بل يفوق تفّاحةً سقطت بجنب الفيلسوفْ
وأبهى من تفاحة مقضومة لـ (Apple)
وأخيراً: سيكون للديوان ندوة إشهار ومناقشة في مدينة نابلس خلال هذا الشهر (يناير، 2023)