ضحكة أستطيعها… أو هكذا أظن / للشاعر والأديب سامي البدري
الخبر ال واي
20 أكتوبر، 2016
شعر
3,404 زيارة
ضحكة أستطيعها… أو هكذا أظن
الشاعر والأديب سامي البدري / العراق
من يستطيع أن يضحك مثلي؟
أنا أضحك كندبة رصاصة لا تخلف جرحا،
تكوي ثقبا معتما في خاصرة ضلعي المفقود.
أضحك لأداري بحثي المحموم عن شظية ضلعي المسروق..
ربما رمى بها شخص ما،
ليسد بها جوع كلب سائب،
أو خطفها وجه أكثر خيبة مني،
ليفتح أفقا للتأويلات،
كأحد أصابع جاك دريدا الشاغرة.
أضحك بصبر رجل أحدب،
يحاول أن يسند تأرجح ما حوله بكتفه المسقط من ذاكرة الجسد،
فهكذا بدأ عصر الحكمة، كما تروي الأساطير..
أضحك بوجه أبله،
يسخر من تصنيفات متلازمة داون،
لأنها تنسى أن البلاهة إحدى أعمدة الكون السبعة.
لا أضحك ليتقلص شيء أو لأخفي مساحة ما من حولي بالتجاهل؛
ولا أضحك لألفت نظر النساء الجميلات،
فالجميلات لهن ضحكات قمرية لا أجيدها..
أضحك لأغطي على بلاهتي،
لأني أحاول لصق فقرات ذيل الأرض،
كي أجنب سكان تشيلي مشقة التقافز من جزيرة لأخرى…
دون طلب أو شكوى من أحد..
أليس هذا أمر يثير الضحك،
رغم برودة دمه؟
هكذا بدأ الأمر بضحكة تغطي على العبث.
2016-10-20