(طرابلس نامت)
الشاعر عصام الفرجاني / ليبيا
طرابلْسُ نامت و لكنّ عيني
أبتْ أن تنام..
فسِرتُ وحيداً أناجي الظلام..
مررتُ وحيداً بذكرى دفينهْ..
خطاي حزينهْ..
بقصر الثقافة ثم المدينهْ..
طرابلسُ عذراً ﻷني..
أبثك شوقيَ بالرغم عني..
فكيف المتيم يخفي حنينهْ..
زمان البراءهْ..
كتاب القراءهْ..
أنا ذلك الطفل هل تذكرينهْ؟..
طرابلس ها قد أطل مساءٌ عليكِ..
دعيني طرابلس أغفُ لديكِ..
دعي الحلم يغفُ على شاطئيكِ..
و لا توقظيهِ
فحلْمي يئنُّ إذا توقظينهْ..
فرد الظلام..
كفى يا غلام..
طرابلس نامت
كأني أراك تناجي النيام!!…
……………………..
مشيت وحيدا معي ذكرياتي..
و ماضي حياتي..
و بعض الحكايا..
و همس الصبايا
على (بركة العشق) خلف السرايا..
تذكرت ما قد تولى و كان..
بذاك المكان..
و (بريوش فتحي)
و تلك الجميلة في ميزران..
فأين الجميلة يا ميزران..
لها رمش عين كما الخيزران..
فقد مر يوم و شهر و عام..
و لست أرى تلك بين اﻷنام..
فهل يا تراها طواها الزحام..
فرد الظلام..
كفى يا غلام..
طرابلس نامت فمالي أراك تناجي الظلام..
………………………
طرابلس نامت و نام الوجود..
و ولّى النهار كأن لن يعود..
و لاح خيالك لي من بعيد..
بأول سبتمبرٍ و الرشيد..
و ذات العماد و باب الجديد..
دقائق صمت رهيبهْ..
و دقات قلبي الرتيبهْ..
تناجي المباني الكئيبهْ..
طرابلس نمت
ونامت بأرضك أغلى حبيبهْ..
فأمسيت عنك غريبا
و أمسيت عني غريبهْ..
فرد الظلام..
صهٍ يا غلام..
طرابلس نامت
فمالي أراك تناجي النيام..
ـــــــــــــــــــــــــــ
(2004) من الأرشيف