عجز موّال اليمام فوق مرُوج اَذار
أسمع وطأة موّالي وموْج غُربتي دون شِراع ،
جارتي القريبة مني لحنها بعيد صداه
يَبْرق من جفونِه الضّوء لحظة الوجع .. وجع صوتها
وجع يصافح وجعاً .. وجع خفي ، يتسع ، لا نراه
غَيّر جلوس حِوارنا
لقاءاتنا وفكرنا
اُتّحدنا ضمن دوران الأرض .. وبسمة الكواكب عليلَة عنّا ..
كل ما أحسّه الاَن أن روح يدي بيد العالم
نحن في عمق الكارثة منغمسون
وفي بؤرة الغموض نسافر بين الرّحلة والمصدر
كيف سنتخلّص من زحمة المفاتيح ولغة الأشعار !
كيف سنتوضأ لندخل محراب أنفسنا
حتى تستشعرنا الصّلاة وزمننا صامت مرتبك بلا وِصال ..
نحن فقط من ندرك صبابة الطّهر في رئة الأرض
غاضبة هي الأرض
اتسختْ بوجودنا قبل هطول المطر
مطر يغسل القلوب
ونحن غسلنا جوفها بقُبْحنا ..
أمران اختلطا نحو حدث الساعة الاَن
عالم علوي اُلْتحم بعالم سفلي
اُلْتحما بمرحلة حدث سلبي من قهر وجودي
كل منّا الاَن يقرأ مراَته يُوسِّع خُطواته المحدودة كثيرا وفِكرته الّتي تكْبر
تكبر دون مصفاحة ، لكنها تصافح الإنسانيّة فينا
” شعور وجودي إنساني متّحد ! “
يا الله كم العناق الروحي جميل دون مصافحة
وكم جميل أن تلمس داخلك وداخل الاَخرين دون لقاء
وكم جميل أن نتفق لننجو أو نغرق مع صنارة الوباء …
دقّة واحدة دقّات ودقّات على قلب التّاريخ
ليُدوّن رحلة المقابر وتراتيل الإغتراب بين الأوطان
وعجز أغنية اليمام فوق مرُوج اَذار ، بين روائح القرنفل ونكهة اللّيمون
وزينة اللّيلك وفوائد زهرة اللّوتس والصّبار ..
الاَن، نحن عيون أسطورة بلا دمعة تبتسم وتغرق في حزن
تجمع قسمات من موّال
تركض واقفة نحو وهج نجم
عسى لمسة بسْمتها تُقيس مرثيّة
ذَكرَها فجر حلم أمل وصباح يصافحه موّال ..