عيون مستعارة “قصة قصيرة”
امتشقت سلاح الصًيد فى منطقة الصيد الممنوعة ,لكي أفك الحصار المضروب
بحجة عدم المساس بطيورها وحيواناتها بدعوى عدم انقراضها …
ولكن لا اصدق هذا الزعم ,فدائما مانتجاوز هذه الأوامر
لمصلحة ما !
دخلت المنطقة ,سمعت هفهفة من خلفي أدركت أن المتتبع طائر البوم وفرخه الصغير .
هذا الطّائر لن أصوب إليه ( البارود) ليس التزاما منى بالحذر, فقد قررت نقضه
ولكن هو ليس فريستي,وليس من الطّيور المحظور صيدها ومطاراتها
وعجبت لظهوره في رابعة النّهار , وقبيل أن أعود من هذا الاستغراب بادرني قائلا
– ألا تذكرني!
أوجست خيفة في نفسي، جرّبت الكلام معه قلت: كيف ؟!
قال :–ألا تذكر يوم أن دخلت هذه المنطقة , كانت واسعة , وغير محذوره ,كان فرخي يتعرض لمحاولة اغتيال من طائر كبير وأنقذته ورفعته إلى العش الذي في قمة السدرة فماذا تريد ..؟
قلت : وهل يؤجر صاحب المعروف ..؟ قال / لا .,ولكنى اعتقد بأنك في حاجة وانك في عملية تحدى ..
قلت: ومالذى تستطيع أن تقدم لي …!
قال :بالطبع لا استطيع دعوتك إلى وليمة , فنحن نأكل الآفاعى , والفئران وانتم ترهبونها , وتقتلونها , وثمة بقايا طعام لأبنى منها ,ولن استطيع صيد المزيد , لأننا لا نأكل حتى نجوع وإذا شبعنا لانقتل المزيد ..
قلت :-إذن مالّذى تستطيع أن تقدم لي !
قال :سأعطيك عيني ,
قلت : ما عساى أن افعل بهما .؟ثم هل تستطيع الاستغناء عنهما ؟
قال : سترى بهما في اللّيل, أما إجابة السؤال الأخير ,بالطبع لا استطيع الاستغناء عنهما , ولكن من يسدى لك جميلا تجازيه حتّى بعينيك !
قلت :…سأجرب !
………………………………….
أرخى الليل سدوله , سكن الكون, و هجع الجميع
تسللت بالعينين المستعارتين في نواحي المدينة
هالني ما رأيت ! حتى خلت نفسي اننى لا زلت في الغابة المحظورة
وتمنيت أن يكون اليوم كله نهار……وصرخت …..لن اذهب في الليل أبدا…..!
ولن استعير بعد اليوم عيني بومة !!