كلمة واحدة فقط أصبحت لا تكف عن ملاحقتك، كم تمنيتها، تجنبتها،، رأيتها كحقيقة في منامك، شاهدتها مرسومة على مرآتك الصباحية، مكتوبة بخط كحل عريض: الموت.. تحتل مركز المرآة، من كتبها على مرآتك، بيتك بلا زائر، لا أحد يطرق بابك، ربما لا يدق أحدهم هاتفك المغلق على الدوام.. الموت: كلمة تكتظ بها صفحات الفيس بوك، سرادق كبير ولا يوجد معزون أو عزاء، لعل كل الأصدقاء هنا بلا أصدقاء.. لكل همه، ووقته، ودوره، ترى من صاحب الخبر القادم؟..
سأموت غدا يا صديقي؛ غدا يعني غدا، بحسب التوقيت المحلي لأي مدينة تكون، أعرف: لا تصدق؛ كما يصدق الإنسان بغبائه أنه الناجي الوحيد في هذا العالم.. ستجد خبر موتي على السوشيال ميديا، ترافقه صوري وعبارات مؤثرة جدا عن طيبتي ونبلي.. وكم فقد هؤلاء! ربما لا يعرفني الذين يتحدثون عني بذاك الأسى الذي يبكيك.. أنا من موقعي أبتسم؛ كم أنا ممتنة لوقتهم التافه؛ نعم أعلم أن غايتهم جمع “كام لايك” في زمن لا يعترف بغير قوة البنكنوت الأخضر.!. لا تندهش، تعلم كم قدرت دائما التفاهة.. ورأيتها أحد أهم السبل للعيش بسلم.. ربما تبكي بحرقة أنت أيضا، ترسل تساؤلات ملهوفة على الواتساب والماسنجر؛ تثق أنها ليست إلا إشاعة ساذجة.. تريد أن تسمع صوتي ولو مرة واحدة، تعاهد نفسك ألأ تتركني لحظة واحدة بعد الآن، تقسم بالله أن تفعل المستحيل لنبقى معا، لكنك أبدا لا تجرؤ على الاتصال برقم هاتف لعلك تحفظه أكثر من اسمك!..
#غناء_بصوت_مبتور_2