أحبُّ أن أحبَّ فلسطين
ويعجبني أن تعجبَني فلسطين
والذي لا يعجبه اكتحال بياض النهار
بسواد الليل في الكوفية
فَلْينفلِق!
لستُ عربيةً فحسب
أنا أممية
أنا كونية
إلى الإنسان والحق أنتمي
لا يهمني من أيّ وجهةٍ تحديداً
يُنظَر إلى الما وراء والما بعد..
تهمني ذراعٌ تهمس عاطفتها في أذن الشمس
تسحرني الرعود في العيون الفستقية البريئة
والسحاب إذ يضحك فيها…
السماءُ في القدس تسجد للأغاني
للرمش الحارس المسجّى بالأبدية
فلسطين بؤبؤ الندى
على عشبِ سُمرات الجباه
في فجرٍ يتمطّى..
هذه السُّمرةُ المحتشدة
أعتى من سياط الرياح الطائشة…
بأنفاس العشق تتيمّمُ شوارعها
بثغثغة شقائق النعمان
بمحابر الشعاع المجدول فوق الأكتاف
بمعاجن أمداء الصهيل والهديل
بعلامةِ نصرٍ ترسمها قبلةٌ
على خاصرة الهبوب
بنسائم تتنشّقُ السائرين
إذْ تميّزهم!
**
في فلسطين، تسبح نجمة الصبح فوق جفن الرغيف
في أفرانٍ تُناولُ رحيق الأمد!
فلسطين معجزة شوارد الضوء
على المسام المتفتّحة
كوردٍ تحيّرَ من كثرة الوله
فعزفَ تسابيح وتراويح البلاغة الخاشعة..
تهزّجَت السهام من أقواس ولعكِ المفدّى فلسطين
فدوّت أسارير البروق
مثل تهويدةٍ مشتعلة
يصحو عليها الأزل.
** هالة نهرا : كاتبة وصحافية في المجال الثقافي وناقدة وشاعرة لبنانية.