فيروس كورونا ” قزم ” أمام آخر منتظر يمكن أن يقضي على نصف سكان الكرة الأرضية
كتبت نسيمة جنجيا، مونت كارلو الدولية
تنبأ طبيب أمريكي بأن البشرية مهددة بفيروس أقوى بمائة مرة من فيروس كورونا المستجد الذي أصاب أكثر من ستة ملايين شخص وأودى بحياة ما يزيد على ثلاثمائة ألف حتى الآن، وبأن الخطر سيأتي حتما من الدواجن.
وقال الأخصائي في التغذية مايكل جريجر الذي أصدر كتابا بعنوان “كيف يمكن النجاة من جائحة محتملة “إنه “كلما كانت الحيوانات تعيش بأعداد هائلة مرصوصة في أماكن مزدحمة، زاد الخطر من الإصابة بالفيروس الفتاك”. ويعني بذلك فيروسا جديدا متطورا من فيروس إنفلونزا الطيور الذي ينتقل إلى الانسان من خلال الطيور عموما والدجاج بصورة خاصة.
ويرى هذا الطبيب الأمريكي أن فيروس كورونا المستجد ” قزم” مقارنة بالفيروس المنتظر الذي يمكن أن يقضي على نصف سكان الكرة الأرضية.
وقد وجه الدكتور مايكل جريجر أصابع الاتهام إلى مزارع الدجاج الصناعية التي اعتبرها بؤرا خطيرة للفيروس كونها تتوفر على جميع الظروف لتطوير المرض المعدي، بدءا بأماكن مغلقة لا تدخلها أشعة الشمس ولا الهواء النقي مرورا بالروث الذي يفرز غازات سامة وانتهاء بالأرق الذي تعيشه الدواجن في أوضاع صحية هشة.
ودعا الطبيب الأمريكي إلى إعادة النظر في طرق تربية الدواجن وحيوانات الاستهلاك عموما بحيث تكون أقرب إلى الطبيعة منها إلى الصناعة من خلال تقليص أعدادها وتربيتها في مزارع وليس في مصانع ضخمة.
وحذر مايكل جريجر من أن عواقب جائحة جديدة ناتجة عن شكل متطور من الفيروس المتسبب في أنفلونزا الطيور. وقال إن حالها سيذكر الناس بحال ستكون شبيهة بحال جائحة الأنفلونزا الإسبانية التي شهدها العالم قبل قرن. وما يزيد الأمر خطورة أن الفيروس يتحوّل أي أن تركيبته الجينية تتغير لتولّد طفرات جديدة، مما يؤدي إلى صعوبة إيجاد لقاحات وأدوية مناسبة.
يجدر التذكير بأن العديد من الأمراض الحيوانية المصدر تصيب الإنسان كالسارس وإيبولا والطاعون وداء الكلب والحمى المالطية وغيرها.
فربما تكون جائحة كورونا المستجد فرصة للإنسان في التفكير بجدية في علاقته بالحيوان وإعادة النظر في طريقة الاستفادة بشكل أفضل من الثروة الحيوانية للحفاظ على صحة الناس ولتحقيق أغراض التنمية المستدامة الأخرى أي الأغراض الاجتماعية والاقتصادية
جميل.