خريفُ القلب
على مثليَ الأيّامُ تُلقي الدّواهيا
و ما كنتُ يومًا غيرَ حبّيَ ساقيا
تضيقُ كما النّيرانِ تحقنُ غدَرَها
و تغتالُ مَنْ للحقِّ جَدَّ المساعيا
فيُضحي هجيرُ القهرِ في زَفَراتِهِ
و يُمسي و يتمُ القَفرِ يُدمي المآقيا
فهل ذنبُ قلبي إذْ يسيلُ كما النّدى
على مبسمِ الأحلامِ صبَّ الأمانيا
و عاذَ عيونَ الصّبحِ من كَدَرٍ بَدا
بهالَةِ شمسٍ جاءَها الدَّهرُ باكيا
و يشكو ثقوبًا في الفؤادِ عميقُها
و من حتِّ ريحٍ زادَ فيها المآسيا
أتانا زمانٌ في رحاهُ تآكَلَتْ
صوامعُ صبرٍ شدَّها التّيهُ باغيا
إذا الوهمُ يغتالُ العزيمةَ في الأُلى
تسيَّدَ خوَّانٌ و هُجِّرْتَ حافيا
فلا تترُكِ الحقَّ الوئيدَ مسردَبًا
فتزدادَ نفيًا في الدُّجى بتَّ ثاويا
ألا ليتَ شعري ما صمَتُّ لغدرِهِ
و لا كبَّلَتْ أصفادُ حقدٍ أقاحيا
أُداري دموعًا لا أبالي بحرِّها
متى غنَّتِ الأطيارُ أحيَتْ قوافيا
و فاحَ بأرجِ الشْعرِ و الحبِّ بُرعمٌ
أحالَ خريفَ الرُّوحِ ظلًّا مَراعيا
28/8/2019