هوى الشّام
مازلْتُ أنقشُ بالعطورِ الحرّةِ
أنَّ الهوى عنوانُهُ سوريَّتي
أنَّ المدى دونَ ابتسامةِ ثغرها
يخشى الرّدى عندَ احتدامِ الأنَّةِ
هذي الشآمُ بأقحوانةِ دهرِها
وبكلِّ داليةٍ تجودُ بظُلَّةِ
لا جرحَ فيها غيرُ غربةِ شمسِها
عنها وبعضٌ من صقيعِ الوحدةِ
وفؤادُ أمٍّ سنديانةُ صبرِها
نزفَتْ حنينًا في انتظارِ أحبَّةِ
ويعاندُ النسيانَ عطرُ سنونها
وبنفسجٌ في كفِّها كالحِنَّةِ
لكنَّهُ الحبُّ المداوي جرحَنا
يأبى بأن تحيا الدُّموعُ بمقلَةِ
يمحو كآباتٍ تراودُ حلمَنا
ويُعيذُ قلبًا من شرورِ الخيبَةِ
جوريَّةٌ بينَ البلادِ حبيبتي
ما أذبلَتْها النَّائباتُ بمُهجَةِ
والياسمينُ على خدودِ شآمِنا
غافٍ ويحلمُ باكتمالِ الفرحَةِ
بوجودِ شمسٍ ماوراءَ جبالِنا
تصحو على أنوارِها إنْ غنَّتِ
أهزوجةُ الأمواجِ حينَ تزفُّنا
لشواطئِ الآمالِ بعدَ تشتُّتِ
والبحرُ في مدٍّ يواري دمعَنا
ويُعيدُ ألوانًا لخصرِ الوردةِ
هذي حروفي من قرنفلِ فجرِها
قد صُغتُها قبل الغروبِ بخفقةِ
6/8/2020