قصيدة “يا شفيع عينيَّ أنا شفيعةُ عينيكَ”
صريعتين على مذبح نظراتي وذابحتين برقّةٍ لا تضاهى
كانت عيناك حين رمقتُهما لأوّل مرّةٍ
فاختمرَ عجينُ ربيعهما وصيفهما وخريفهما وشتائهما في سباق التناوب
ولَذَّ خَبْزُ فصولهما في فرن التمنّي
ألف قلعةٍ بيننا سقطت أسوارُها في ثانيتين
حين امتلأت لحاظُ جحافلهما بالشجرِ المهموس، بالإِدوكراسّْ،
بعصيِّ وكُرات البلياردو وملاعب الغولف..
كانت سيوفهما تخشخش في دمي
وتتلو آياتهما النديانات الخُضْر على هدبي وبؤبؤيَّ..
كنتَ بمفردك ريحاً تعجّ تحت وابل الهدوء والرزانة
ثم أرخيتَ ستائرك على حُمَم البراكين
لتفرَّ أشرعة عيوننا إلى الشطآن والموانئ
كنتَ بجفنيك كتيبةً من الفرسان رفعَتِ الرايةَ المصبوغةَ بالأبيض وسلّمَتْ بقفازاتٍ من غيمٍ..
يا شفيع عينيَّ أنا شفيعةُ عينيكَ
لو متنا غداً من دون أن نرانا
لما شعرنا بأنّ عمراً قد فاتنا
لدوّى التشهّي أبداً تضرّعاً في معابد الصهيل
يكفينا مجداً حتى الآن أنّ كلينا سَكِرَ من زبيبتين
ولا نزال في عيوننا نسبح لنُسبّح ربّ العيون.