قم فارقص أيّها التراب
قالت نملة ٌ وهي تفتح عينيها للصباح ..
توغل في ثقب قرب حجر
كيف أتسرّبُ على تراب احترقتْ فوقه دماءٌ.. و أشلاءٌ ؟
النملة جاثية على أناملها تبكي تارة
وتارة تشعل ضفائرها للقادمين ..جهة العتمة
الحجر أعماه الشرود بما يكفي أن تحتويه ضفّة مقابلة
كانت نملة هناك، تحصي خطواتها
وتتعرّى للنازحين من النمل .. والزمن الرديء
النملة زجاجيّة الهيكل ..لا شيء يُثقل هرولتها
سوى نملة صغيرة احدودبتْ على ظهرها
تشاهدُ عبثيّة الأرض
وتحيّي الوريقات المتساقطة ..
ثم تستلقي بلا عمر تحت الأشجار..
الأشجارُ صامتة
وغيم دون مقاومة يغازلها
الريح عائدة من العواصف الحجريّة
بينما المطر يبلّل أطراف النمل
كلّما اشتدّت هزيمة النهار ، يتّسع الابتلاء
والنملة مازالت تضيء عزلتها
تعود إلى قومها رافضة الإقامة.. في المشاهد الضيّقة
المملكة عالية عالية، بما يسمح للرطوبة أن تتسلّل..
لماذا الأصوات مطفأة..؟
لا رفيق للنملة ..سوى سنبلة في حقل بعيد
كان يوما عنوانٌ خصبٌ ..لأكثرَ من عرس موسميّ.
تقول النملة التي لم تصل بعدُ
كيف نفقد خارطة الطريق دفعة واحدة؟؟
هذا الزمن جسدي
وهذا التراب مأساةُ النائمين في العراء
كلّ المنافي لا تكفي المعزولين
كلّ المراثي أسلمت عقيرتها للنواح….
فهل عادت سوق النخاسة يا تُرى..؟
لتمتلىء أكمامُ الفجر بذاك الأنين..؟
أيّها العشب النائم على كتف الفراغ
انهض من سباتك ..
قبل أن تدوسك قوقعة قادمة
لن يحضر القمر هذا المساء
ولن تُفتح مملكة النمل
سوف أدخل الآن حمحمة الضياع ..
هناك سويّتُ لجسدي محرقة
هناك قامات صغيرة من النار تغنّي لوليمة الاحتراق
هناك مسافة للانبعاث من جديد
قم فارقص أيّها التراب
كوّن من حبّاتك معبدا للنسيان
للصرخات البطيئة
للمقتولين خارج القانون…..
قالت نملة…وهي تمدّ بعضها ،
في المسافة الفاصلة بين النار والدخان.
–
من ديوان : صمتٌ…كصلوات مفقودة