قِبلَةُ القلوب
******
يا قُدسُ يا مَهوى القلوبِ المُنهَكة
يا توأمَ الشّامِ الجَريحْ
يا قِبلةً مأسورةً محرابُها من نورْ
أرواحُنا تفديكِ يا مسرى الرّسولْ..
ماذا عساي أقولُ لكْ؟
أحلامنا مسلوبةٌ
أزهارها موؤودةٌ
تستصرخُ الأمجادَ في لحظِ الأفولْ.
*****
بكَتِ الغيومُ الحانيةْ
لحبيبةٍ محزونةٍ و عروبةٍ عن نصرها متخاذلةْ..
ماهمّهُمْ دمعُ الأنينْ
و الجرحُ ينزفُ من سنينْ
قد ماتَ بحرٌ جارُها من ملحِ دمعٍ لا يلينْ ؛
قد أقسمَ الحرّ الأمينُ بأنّهُ لن يستكين ..
*****
يا قدسُ لا تبكي المواتْ
صمٌّ و بكمٌ لا حياةْ..
لا خيرَ في عُربٍ أبَتْ
أن تنصرَ الحقّ الأجلْ
ناموا بكهفٍ من سرابْ
قد غرّهم حلوُ الطّعامْ
و المالُ قِبلَتهم غدتْ
أغلى عليهم من وَلدْ
أين الكرامةُ يا عربْ
ما هكذا الإسلامْ..
****
ماضرّنا خُذلانهم
_عارٌ على تاريخنا هذا الخُنوع_
فشبابك الأحرارُ لا ترضَ الهوانْ
يخشاهمُ الأعداءُ في ساحِ النضالْ
هبّوا إليكِ بلوعةٍ بعزيمةٍ إصرارْ
ستعلّمُ العُربان مامعنى السّلامْ.
*****
ياقدسُ يا رمزَ الإباءِ تَبختري
يا شُعلةً أبتِ الخنوعَ لغاشمِ
يا منيةَ الأحرارِ و الثّوارْ
و لها تُشدُّ رحالُهمْ..
مهما تكالبَتِ الهمومُ بأمّتي
أنتِ الملاذُ لوِحْشتي و عُروبتي
******
شدّي حبالَ اللّهِ تجمعنا
و تُنجينا أبابيلُه
و سيصدح التّكبيرُ في كلّ البلادْ
و نزلزلُ الأعداءَ في قعر الحصونْ
بصلاة غيثٍ نغسلُ القلبَ الثّكيلْ
و يكونُ عرسُ النّصرِ من داري قريبْ
وعدٌ هوَ في مُحكمِ التّنزيلْ.
كم اشتقتك يا شاعرة سوريا العظيمة