” لا أحد يأتي لنقل الجثث “
عرباتُ نقل الموتى لا تأتي لأخذ الجثث،
تتكدس في الصالة والردهة و تحت السرير
تتفسخُ فتفسد رائحة السكينة.
كل يوم تتعارك أمامي:
ساعةٌ تركل ساعةً،
يومٌ يلكم يوماً،
و أحياناً تستخدم سكاكين المطبخ
فيقتل بعضها بعضاً..
ثقيلةً تقعُ؛
لا قدرة لي على دفنها في الفناء و لا في منور الحمّام..
على وسادتي تلفظ أنفاسها،
على طاولة الطعام،
و أمس فتحتُ خزانتي
فرأيتها هالكةً بين فستاني الجديد و حقيبتي الجلدية.
لا أقارب ولا أصدقاء،
نزحوا حين تفشّت اللا جدوى ،
كان يوماً غائماً
و كان اليأس يورق على أغصان الشجر..
العمّال الذين هزلتْ أياديهم لا يأتون لزرع الشواهد،
و السأم يردم بعضه بعضاً،
و حيث أنني لا أملك بيتاً آخر أرحل إليه ؛
أجلسُ على شرفتي بصمتٍ،
أتأمل ازدهار الركام!؛
و كلما سمعتُ المذيعَ في نشرة الأخبار يحكي عن سقوط بلدة قريبة؛
تهاوى برجٌ آخر في
مدينة أحلامي..