مُتكسراً على سفوحِ الغياب تخذلكَ الأمنياتُ وهي تستلقي في جدولِ اليوم منزوعةً من سياقِ الأمل و منتفضةً كديكِ يترقبُ سقوطَ قطرة مطر عليه يخذلكَ الجنون الذي تُحاول أن تكون فيه
فكرةً طارئةً لا سياقَ لها تخذلك الأبوابُ
التي لم تطرقها والطرقات القديمة التي تُجددُ أُلفتها لخطواتكِ الجديدة يخذلكَ الترقبُ حين تدورُ عليه رحى الواقع وتخذلكَ الذكرى و هي تفترسُ صوتُ جدتك العتيق الذي كان ينيرُ عتمة الشتاء كبرقٍ عامرٌ بالخصب يخذلكً الاصدقاءُ وهم يقترحون مشاغلهم
معادلةً بثلاثةِ مجاهيل تعجزُ عن حلها وتُحيلها لقائمةِ عجزك الطويلة يخذلكَ الانتظار و حماقاتُ الساسة وهم يعُلنون النهار القادم محطةً للارتباك بمرور صحبهم في جوانبه يخذلكَ الحرفُ الذي تتسترُ به كلما تفتتَ في المدى البعيد رجائكَ المعتق تخذلكَ الخيبة و أنت تستجيرُ بها و تُسلمها ما تبقي في جعبتك من محاولات تخذلك المفاتيح حين تركن للصدأ وهي تتلعثمُ في حوار الأقفال تخذلكَ صُرة الحكايات التي كنتَ تفتحُها عندما يغمركَ الكلامُ المُعلب و تتصحرُ من حولكَ براري البلاغة تخذلك الزغاريد وهي تفقدُ وجهةَ الفرح وتُساير ركب الأنين تخذلك الوسادةُ وأنت تتقلبُ عليها ليلاً تُحصي كم من رهانٍ خاسر يتراقص في رأسك ليوقظك ضجيج الكوابيس على رهانٍ آخر يخذلكَ الضحكُ في منتصفِ بوحكَ وأنتَ تُحاولُ أن تسترَ به ما تراكم في روحك من شُروخ وتوقظ به ما تبقى في صدرك من فرح.