مهرجان الشاهد الدولي للشعر والأغنية الريفية بالمزونة
في دورته (22)
عودة حياة لمشهد ثقافي ثري و منوع
29-30/سبتمبر و1-2/أكتوبر2016
كتبت / خيرة خلف الله / تونس
بالرغم من كل العوائق والتحديات استطاعت لجنة مهرجان الأغنية الريفية والشعر الشعبي بالمزونة ولاية سيدي بوزيد في حلتها الجديدة ،أن تسترد بريق مهرجان الشاهد الدولي للشعر والأغنية الريفية هذا المشهد الثقافي المميز والعريق الذي بلغ عمر شاب وكاد يقبر لولا تحلي فرسان المزونة بروح الأمل والغيرة على الشعر الشعبي هذا الرافد الموروث والأصيل للمنطقة
المهرجان أطل علينا بحلة جديدة وبرنامج منوع من حيث المحتوى(معارض تراثية سياحية وطبيعية وفنية /ندوات فكرية /عروض فروسية وفلكلورية / أهازيج بدوية إضافة إلى الشعر الشعبي والفصيح/مسرح حكواتي ) توزعت على أماكن مختلفة
مما أضفى على المنطقة حركة سياحية و ثقافية استطاعت رغم استثنائية بعض الظروف المتعلقة بالإشهار والإعلام للأهالي أن تستقطب جمهورا مميزا جدد وفاءه لمهرجانه ،واكب جميع الأمسيات والعروض رغم اختلاف الأماكن وبعدها عن مواطن العمران
افتتاح باذخ الكرم والثراء الفكري بالمحمية الوطنية بوهدمة(30سبتمبر 2016) : في شكل مائدة مستديرة بعنوان الموروث الطبيعي و الثقافي رافد من روافد التنمية المحلية : رئيس الجلسة الأستاذ صالح الفالحيأخذ الكلمة مدير المهرجان الشاعر محمد الغزال الكثيري في شكل ترحيب بالضيوف وألقى قصيدة في الشعر الشعبي ليفسح المجال للمدير الشرفي لجمعية المهرجان السيد الطيب لبيب وقدم بسطة مستفيضة حول الشاعر الكبير الشاهد لبيض مبرزا قيمته الأدبية والحضارية في إثراء المدونة الشعبية للشعر والأغنية الريفية بالمزونة وما تزخر به محمية بوهدمة من رافد تراثي وجب العناية به من قبل سلطة الإشراف لما له من دور في السياحة الثقافية للمنطقة كما أشار معتمد المزونة الأستاذ وليد السيحاوي لأهمية الثقافة ودورها في المجتمعات العربية كمقوم أساسي لمجابهة الإرهاب بخلق وعي في صفوف شباب المناطق الداخلية حتى يقدر على مجابهة التطرف وذلك بأن يقدم الملتقى محتوى راقيا ومدروسا حتى يحقق النجاعة و الريادة للمتلقي في الاعتزاز بمقومه الحضاري .
وفسح المجال بعد ذلك للانطلاق الرسمي في أشغال الندوة التي بدأت بمداخلة الأستاذ الجامعي عبد الواحد المكني الذي أبرز القيمة الطبيعية والثقافية للمحمية الوطنية والطبيعية ببوهدمة ونبذة تاريخية عن الإرث البربري للمنطقة ثم تطرق لبعض الأعلام من المنطقة: أول معتمد للمزونة بعد الاستقلال الراحل محمد سخام ومع تركيز على التعريف أكثر بالعملاق الشاعر الشاهد لبيض ثم فتح باب الحوار حول المصالحة بين المواطن والنشاط الثقافي وكيفية تعزيز علاقة المواطن بالمحمية ولفت الانتباه لما تزخر به من دور في ترسيخ تقليد ثقافي سياحي وطبيعي لدى الأهالي
هذا وقد قام الضيوف بعد تناول الغداء على الطريقة البدوية (كسكسي بالمسلان) بجولة في متحف المحمية للتعرف على أبرز أنواع الحيوانات والمقومات الطبيعية للمحمية وزيارة الخيمات التقليدية التي حوت معروضات لأدوات فلاحية وحياكة ومنسوجات تقليدية لسكان منطقة بوهدمة
-الأمسية الأولى بين أحضان الطبيعة :تداول على المصدح نخبة من ضيوف الشعر الشعبي من ليبيا الشاعر الكبير معاوية الصويعي والشاعر والشاعر الجزائري علي بن مسعود والشاعر العماني حسن المعشني و طاهر عبد النبي ومداخلة في الفصيح للشاعرة خيرة خلف الله من تونس و تخللت المداخلات مراوحات موسيقية وأهازيج بدوية للفنانة الليبية رحاب وعرض ملحمي شعبي بعنوان الجازية بين المغني الشعبي منجي المصوري والزجالة فايزة الحروب من مدنين ومجموعة طيبة من فناني الجهة الشاب سامي والفنان عز الدين خلفة والمطرب عز الدين الكامل ورضا بالعجيل وأحمد السكر
تلت الأمسية سهرة مفتوحة ليتسنى للضيوف التعارف وخلق جو من الألفة والفضاء الطبيعي لفعاليات اليوم الأول
فعاليات اليوم الثاني
المكان : العين بجبل المزونة : موكب بهيج : لوحة العين لنشء المزونة في حلة تقليدية وقبل الانطلاق واكب الجمهور الغفير سباق الخيل ثم مداخلات شعرية لكوكبة من النجوم الشعراء لسلطنة عمان رفقة شاعر المليون عامر الحوسني والشعراء الضيوف لمهرجان الشاهد الدولي من الجزائر وليبيا وتونس
-السهرة :بالمنتزه العائلي : وصلات فنية وموسيقية بدوية ومداخلات للشعراء الضيوف كالعادة
فعاليات اليوم الثالث : الاختتام
قراءات شعرية تخللها تكريم بعض المثقفين و الضيوف وتوزيع الجوائز التي كانت بحسب المواضيع المقترحة في المسابقة
في موضوع :الوطن في مفهوم الشعراء الجائزة كانت مناصفة بين الطيب الهمامي وميلود بن مبارك، في موضوع الشاعر مرآة لعصره الجائزة من نصيب (محمد الحمدي وحسني الكثيري) في نص الحنين : محمد النوري وهاجر الساحلي في القصيدة الحرة رجاء الشابي وفوزية الحرابي هذا وقد رُصدت جائزتين للأغنية البدوية تحصلت عليها من الفنانة الليبية رحاب سعد، الفنان التونسي سامي الكامل.
كما لفت انتباهنا غياب بعض الأسماء التي كان من المفروض تؤثث المهرجان في بعض فقراته على غرار الفنان سمير العقربي والمسرحي عبد الفتاح الكامل
وأيضا غياب بعض فرسان الشعر الشعبي التونسي من دوز ومارث والحامة الذين نأمل أن لا يتخلفوا عن مهرجان عشق قوافيهم
هذا ونشير للمجهود الجبار الذي بذلته أسرة المهرجان في تشكيلتها المتجددة في ظل تحديات مادية ومعنوية جسيمة ،تكشف عن قيمة التضحيات التي يبذلها المبدع من أجل إعادة الروح لتقليد ثقافي يشع ليس على المزونة فحسب وإنما على كامل الوطن العربي
نحو مزيد التوسع والإشعاع ملتقى الشاهد وتلافي بعض الوهنات التنظيمية وكل التمنيات بمزيد التفاعل مع هذا الرافد المهم للمنطقة وتحية تقدير لكل من عشق الإبداع وقدره