ودع هريرة
شعر: د/ محمد سيد الدمشاوى
وَدِّعْ هريرةَ، لا عِشـقٌ ولا غَـزَلٌ …. فالقلبُ باتَ بِمرِّ العيشِ يَنشغِــلُ
وَدِّعْ هريـرةَ يا أخىّ ، وقلْ لَهَــا: …. عُذْرا ، فديُتك ، إن الأمــرَ ذا جَلََلُ
لا الدارُ باتْتْ كما كانت، ولا بقيت…. من سالفِ الدهر غير النارِ تشتعِلُ
تَفـرَّقَ الجمـعَ ، لـمَّ الله شعثَهــــم…. وأصبحَ القهْـرُ عنوانـاً لِمَنْ خُــــــذِلوا
وضـاعَ كلُّ جميــلٍ كنتُ أرقبُــــهُ …. من الجَمَالِ، وضَاعَ العمرُ والأجلُ
إِنْ كانَ فى العمرِ بعضٌ من عجائبه …. قَدْ يجمـعُ اللهُ مَنْ أشقاهم الأمَـلُ
** *** **
يا صاحبىّ ، طريقُ العشقِ ملتبس ٌ…. ليس اللبيبُ غَفُــولاً ضَلَّهُ الطَلَلُ
إِنَّ الطلولَ التى فى أرضِنَا ظَهَرت ْ…. ليستْ لِلَيْلَى ولكن دُمّـرت زُحَـلُ
وتلك صنعاءُ مِنْ فعلَ المجوسَ غَدَتْ …مثل السقيمِ أحاطتْ جسمَهُ العِلَلُ
وعند بغـداد جـاءَ الليلُ مُعتكــــــراً ….مع الروافضِ ، أهلُ الشّرُّ ما نَزلُوا
وكـانَ فى ليلِِهَــــا الإِصْبَـاحُ شعلتُهُ …. كشمسِ يومٍ جميلِ الصحوِ مبتهلُ
وأصبحت حـلبُ الشهبـاء باكيــة…. من فِعْلِ وَغدٍ سقيمٍ طبعُهُ الخَبـَــــــلُ
وَغْـد يقـودُ جيوش الشرّ ظاهـرُهُ …. وفى الحقيقةِ أهلُ الفـــــرسِ مَن فَعلُوا
كأنه وهو يجرى خـلفهم عبثـــاً …. كُلبٌ يسـيرُ بركْبِ الشَّرِ إذْ رَحلُــــــوا
يا أهل يَعْرُبَ، تلك الفرس إن وطئت…. أرض العروبة دام الخسفُ والزَّللُّّ
** *** **
مالي أرى القوم قد غابت بصيرتهم …. ألا تـرون الذى قـد بات يُفتعـلُ ؟
ألا تَرَون صنيـعَ الفُرْسَ بينكـمٌ ؟…. ألا ترون عبيد النــار قد وصلُـــوا ؟
يا أهل يَعْرُبَ إن الفُرْسَ قد عَقَدُوا …. أيْمَـانَ كُفْـرٍ، وللشيطـان قد نَزَلُوا
بذََلُوا النفيسَ لكى يأتـوا لغَـايتَهـــم …. لكـــل شيء خبيثٍ مــاكرٍ بَذلُــوا
إنَّ الروافضَ للإسـلامِ قد مَكرُوا …. وبالتقيــّةِ هم يُخفـون مـــــا فَعــلُوا
قـَدْ كانَ فِعْلُهُمُ بالشـامِ كاشفـــــةً ….لمن تـَوانى ، ومن أَعْمَتْهـُمُ الحِيـَــلُ
ففى العراق نحيبٌ لا يفــارقهـا…. قتـلٌ وسَحـلٌ وتَشْريـدٌ ومُعتَقَـــــــــلُ
وفى الرّمـادى رأيتُمْ سوءَ فِعْلِهِـمُ …..بالمسلمين الأُلى ضلـتهم السُبُــلُ
وعند تعزٍ رأيتـم نكث عهدهــمُ ….. للآمنين ، ومـن أغـراهم الأمــــلُ
** *** **
دِينُ الروافضِ كرهُ الدِّينِ قاطبــةً.. قد شيّدوا الكُفْرَ صَرحاً حيث قد نَزلُوا
لا يعرفون حَــراما فى عقيدتهـم ….وغاب عنهم صحيح الدين والمثــلُ
قَتَلُوا عَلـيّاً بمــا قد قَدّمَتْ يَـدُهُمْ….وما اسْتَتَابُوا لفعلِ القتلِ ، بَلْ جَهـــلُوا
قتلوا حُسَيْـناً ، وفعل الغَدْرِ شِيمتُهم…. وَبَكَـوا على قبره ، وكـأنّ ما قتلوا !!
هل تذكرون حُسَيْـناً حين قد نَزَلُوا …. بكـربـلاء ، وشرُّ الأمرِ أن نـَزَلُوا
فَحُوصِـرُوا بين أهل الشـرّ ليلتهم …. وصبحُهم قد غـَدا لَيْلاً بمـا خُـذلُوا
ومات جيشُهم المغـدُور من عطـشٍ…. فما سَقَوهُم سوى سُـمٍّ ، وقد نَكِـلُوا
يَا أَهْلَ يَعْرُبَ، تلك الفرس، إنْ دَخَلتْ ..أرض العروبة ضَـاعَتْ منكم الدّولُ
يَا أَهْلَ يَعْرُبَ والإسلام ، هـل بقيت ….من بعـد مـا قد رأيتم حجـة تكِـلُ ؟!